كيف أعامل زوجي، صاحب الأخلاق الحسنة في التعامل معي والذي يراعيني جدا، ولكنه كثير السفر والاختلاط بالنساء ولا يغض بصره؟ ويشاهد الأفلام عادية أجنبية أو عربية وليست أفلام جنس والله أعلم، أي أنني لم أتأكد من أنه يشاهد أفلام جنسية؟ ولا يلتزم بصلاة الفجر، هل أواجهه أم أصمت. وماذا أفعل بشكوكي وخوفي أثناء سفره؟ يسافر كثيرا، ولكن لا يغيب بالأشهر. شكرا لكم. الحائرة الغيرة شيء طبيعي لكن لا ينبغي أن تزيد على حدها عزيزتي الفاضلة إن الحياة الزوجية ليست كلها مفروشة بالورد، ففيها أيام نعيش فيها السعادة والتوافق، وفيها فترات تحدث فيها خلافات. ومن بين الأسباب الداعية للخلافات؛ قضية الشك. وهذا الشك مرتبط بالغيرة، والغيرة أمر طبيعي ومطلوب في الحياة الزوجية، فهي مرتبطة بالحب لكنها إذا زادت عن حدها تحولت إلى مشكل كبير، ولذلك ينبغي أن تبقى الغيرة في حدودها. ويبدو من سؤالك أنك متشبثة بزوجك، وأنك تحبينه، وكما ذكرت فهو صاحب أخلاق حسنة، لكن يبدو لك أن قضية تدينه ليست على الوجه الذي تحبين، ويبدو من سؤالك أن زوجك طيب معك في المعاملة، وبالتالي فقضية تغييره نحو الأفضل أمر ممكن. لزوجك ظروف معينة؛ ككثرة السفر وكثرة اللقاء بالنساء، هذا الأمر ليس هو المشكل. المشكل الآن بين يديك وأنت صاحبة الدور الأكبر في حله، لذا أنصحك أن تحرصي جيدا على زوجك، وأن تهيئي كل ظروف الاستقرار الأسري. اهتمي بنفسك، بزينتك وبثقافتك وبخلقك وبتدينك، وهيئي نفسك لزوجك بما يشبع عاطفته وفكره وجميع حاجياته الزوجية، واعلمي يقينا أنك إذا وفرت له ما يريد فلن يبحث عن هذه الأمور خارج بيته. حاولي جاهدة، وبطرق غير مباشرة، أن ترفعي من مستوى تدينه واهتماماته وما يشاهده في التلفاز باقتراحك أنت ومشاهدتك أنت لبعض البرامج في بعض القنوات، بالنقاش معه حول ما ينبغي أن نشاهده يستوجب أن يكون حصنا لأسرتنا وأبنائنا من انزلاقات أخلاقية أو غيرها، وابتعدي عن النقذ المباشر أو التذمر والانسحاب من الأدوار الحقيقية للأسرة، وكوني بجانب زوجك وفي صلب اهتماماته. حققي له في نفسك، وفي بيتك، وفي أبنائك، ما يريد، وحينها مرري أنت ما تريدين له، واستعيني بالله سبحانه وتعالى وبالدعاء والصلاة ليوفق بينكما ويحصن أسرتكما، واعملي كل ما في جهدك بملك قلب زوجك.