تكمن أهمية هذه الدراسات في كونها تؤكد المقاربة الشرعية لموضوع القمار، فما جاءت يؤكد ما دل عليه الشرع ونصوص القرآن التي تجعل الميسر مقرونا بالخمر، ففي آيتين ذكر الخمر مقترنا بالميسر بما يفيد بأن هذه المفاسد متداخلة بعضها في بعض، بحيث إن بعضها يحيل على بعض، وإن كانت الخمر هي أم الخبائث. ثم إن مثل هذه الدراسات يؤكد أنه لا غنى للمقارنة الشرعية من اعتماد البحث الاجتماعي كما أنه لا غنى للدراسات الاجتماعية من استحضار البعد الشرعي في الموضوع. فكم جريمة قتل، وجريمة سرقة وسطو، وجريمة تزوير، إن نحن تتبعنا خيوطها نجد سببها الرئيس هو القمار والبحث عن مبلغ مالي للقمار به. ولذلك، أعتقد أن على الوعاظ والخطباء اليوم، أن يستثمروا المعطيات التي تتيحها مثل هذه الدراسات في خطابهم الدعوي للتحذير من خطورة القمار وآثارها الاجتماعية الكارثية. ثم إن هذه الدراسات جاءت لتؤكد المرتكزات التي انطلق منها مناهضو الكازينوهات، فهي تؤكد أن هؤلاء لا ينطلقون من فراغ، وإنما يؤسسون حركتهم على الآثار الكارثية التي تهدد النسيج المجتمعي لاسيما في هذا العصر الذي تعاظمت فيه دور القمار، وتوسعت بفعل العولمة، إذ تحولت بعض الكازيونهات إلى بؤر لربط المغرب بمؤسسات القمار العالمي.