استنكرت أزيد من 20 هيئة حقوقية وسياسية وجمعوية بإنزكان، اقتلاع ما يزيد عن 1200 شجرة أركان لتهيئة الشطر الأول من تجزئة تلعينت بالقليعة، وأشار بيان صادر عن الهيآت المذكورة، توصلت التجديد بنسخة منه، أنه في الوقت الذي لم تندمل فيه بعد جراح الشطر الأول من التجزئة المذكورة، حتى طلعت علينا مجموعة العمران بالشطر الثاني، والذي سيؤدي إلى اجتثات ما يربو عن 400 شجرة، وهو ما اعتبرته الهيئات الموقعة على البيان، استنزافا للثروة الغابوية الوحيدة بالقليعة، في مخالفة صريحة للميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة والتعليمات الملكية. وعبرت الهيئات عن رفضها لقطع شجرة أركان واحدة، معبرة عن استعدادها لخوض كافة الأشكال الاحتجاجية لإيقاف ما سمته جريمة بيئية، واعتبرت أن نجاح الجهود المبذولة من طرف الدولة للحفاظ على غابة الأركان، رهين بانخراط كافة القوى الحية من مجتمع مدني وقطاع حكومي، في كل المبادرات الرامية إلى وقف تدهور غابة الأركان، داقين ناقوس الخطر في ظل الصمت الملاحظ من المسؤولين. وفي تصريح ل التجديد، قال قاسم بلواد، رئيس التنسيقية التي تشكلت للتعبئة ضد المخاطر التي تتهدد شجرة الأركان في منطقة إنزكان، بأن التنسيقية عازمة على خوض أشكال نضالية مختلفة في حالة عدم استجابة المسؤولين لمطالب التنسيقية بخصوص حماية والحفاظ على شجرة الأركان، خاصة بعد المراسلة التي وجهتها التنسيقية للجهات المعنية. يذكر أن شجرة الأركان، التي تصنفها منظمة اليونسكو ضمن الإرث الإنساني العالمي، لا تنبت إلا في الجنوب المغربي، بيد أن مساحتها تقلصت بشكل كبير من مليون ونصف مليون هكتار، خلال العقود الماضية، إلى أقل من 828 ألف هكتار حاليا، بسبب الاستغلال المفرط والتلوث والزحف العمراني، فضلا عن مجموعة من العوامل البيئية؛ كالتصحر والجفاف، علاوة على تعرضها المستمر لعمليات القطع، بسبب الخصائص المميزة لخشب شجر الأركان.