كشفت مصادر صحفية بريطانية وأمريكية عن تفاصيل جديدة فيما يتعلق بفرقة موت سادية تواجه تهما بقتل مدنيين أفغان بشكل عشوائي وتشويه أطرافهم لغاية الرياضة والتسلية والمتعة والاحتفاظ بعظام وجماجم ضحاياهم كغنائم وتذكارات، وهو ما كشفت عنه صحيفة الغارديان البريطانية قبل أسبوع، وانضافت إليها صحيفة التلغراف فيما بعد. وتتخوف القيادات العسكرية الأمريكية من نشر تفاصيل تلك الحوادث تحسباً من غضب أفغاني واسع النطاق في أفغانستان، حيث عزز مقتل مدنيين مشاعر استياء عميقة ضد قوات التحالف المنتشرة في بلادهم. ووفقا لصحيفة واشنطن بوست، في عددها الصادر يوم السبت الماضي، فإنه بحسب لوائح الاتهام الموجهة للجنود الأمريكيين من فرقة المدرعات الثانية التابعة للواء ستاريكر، فقد قام هؤلاء الجنود ولأسابيع بالتخطيط لمقتل مدنيين أفغان للتسلية. ونقلت عن لوائح الاتهام القول في هذا الصدد إن الهجوم والقتل غير المبرر الذي حدث في 15 يناير الماضي كان بداية لقتل وهجمات استمرت لشهور ضد مدنيين أفغان، حيث اتهم أعضاء الفرقة الأمريكية بالقيام بتشويه وقطع أجزاء من أجساد المدنيين القتلى وأخذ صور إلى جانب الجثث وتخزين جماجم وعظام القتلى. وأشارت الصحيفة إلى أن التحقيق في الانتهاكات طرح أسئلة حول تجاهل قادة الجيش تحذيرات من تصرفات بعض الجنود الخارجة عن السيطرة، ونقل عن والد أحد الجنود المتهمين قوله إنه حاول أكثر من مرة إنذار الجيش حول تصرفات علمها من ابنه دون جدوى. كما تظهر لوائح الاتهام أن خمسة جنود خططوا ونفذوا ثلاثة اغتيالات في داخل مدينة قندهار وحولها في الفترة ما بين يناير إلى ماي من العام الحالي. وكان فريق الاغتيال قد بدأ يتشكل مع وصول الجندي كالفين جيبس إلى أفغانستان نهاية 2009 ، ويوصف جيبس حسب شهادات عدد من المتهمين بأنه زعيم العصابة، حيث أبلغ زملاءه الجدد أنه قام بأفعال في العراق ومرت دون أن ينتبه إليها أحد خاصة عندما أرسلت فرقته إلى هناك عام .2004 وحسب لائحة الاتهام، فإن أول ضحايا تلك المجموعة كان مدنيا أفغانيا اقترب منهم وهو يسير وحيدا بينما كانوا يؤمنون الحراسة لاجتماع بين ضباط أمريكيين وزعماء قبليين. ودبر أحد الجنود خدعة قاذفا قنبلة يدوية على الأرض لإعطاء الانطباع بأنه ورفاقه يتعرضون لهجوم فقام زملاؤه بإطلاق النار على الرجل الأفغاني وأردوه قتيلا. وحسب عريضة الاتهام أيضا، فإن ذلك الهجوم المميت غير المبرر الذي شهدته قرية محمد كالاي في قندهار يوم 15 يناير الماضي مثل بداية لموجة من الهجمات ضد المدنيين الأفغان استمرت لأشهر وأدت إلى حوادث مروعة تعد من أسوأ ما اتهم الجنود الأمريكيون بالقيام به منذ غزو أفغانستان عام .2001 وقام أفراد العصابة ذاتها بعد ثماني أيام بارتكاب جريمة جديدة، حيث قتل مدني أفغاني في 22 فبراير وهو قرب قاعدة رامورد في قندهار، ولم يقدم الجيش تفاصيل عن الجريمة، لكنه وجه اتهامات لكل من جيبس ومورلوك وآخر اسمه ميكائيل واغنون والأخير متهم بأخذ جمجمة من جثة مدني أفغاني. وفي جريمة ثالثة تمت في مارس الماضي، قام جيبس وواغنون وجنود آخرون هم: روبرت ستفنز ودارين جونز واشتون مور بفتح النار على ثلاثة مدنيين أفغان. وفي الثاني من ماي الماضي، قامت العصابة برمي قنبلة يدوية أدت لمقتل رجل دين اسمه ملا. اكتشاف العصابة ولم يتم اكتشاف العصابة إلا عندما كانت الشرطة العسكرية تقوم بالتحقيق في قضية إدمان على الحشيش، وعندها قامت العصابة بالانتقام من الجندي المخبر الذي تعرض للركل والضرب والسحل على الأرض، فيما قام جيبس بالتلويح بأصابع وعظام قام بنزعها من جثث القتلى. ووجه المحققون العسكريون الأمريكيون اتهامات في هذا الإطار لخمسة جنود أمريكيين في ولاية قندهار بشأن مقتل ثلاثة مدنيين أفغان ما بين يناير وماي الماضيين. كما وجهوا تهما لسبعة جنود آخرين بارتكاب جرائم مماثلة شملت كذلك تناول الحشيش ومحاولة عرقلة التحقيق والاعتداء على الشخص الذي كشف أمرهم بالضرب المبرح. ووجهت لبعض أعضاء هذا الفصيل أيضا تهم تقطيع أطراف بعض الجثث وتصويرها والاحتفاظ ببعض أجزائها كجمجمة لأحد القتلى وبعض العظام الأخرى من بينها بعض الأصابع. القتل هواية ولم يكشف المحققون الأمريكيون عن دوافع الجرائم ولا الأسباب التي أدت لحدوثها بدون أن تلفت انتباه القادة العسكريين، ولكن مقابلات أجرتها صحيفة واشنطن بوست مع محققين أو مسؤولين لهم علاقة بالتحقيقات أو مطلعين على مسارها قالوا إن عمليات القتل كانت هواية ورياضة من جنود كانوا مدمنين على المخدرات والخمور. تفجر الفضيحة وكانت صحيفة الغارديان البريطانية كشفت في 9 من شهر شتنبر الجاري عن بدء محاكمة 12 جندياً أمريكياً في الولاياتالمتحدة بتهمة تشكيل فريق قتل سري متهم بقتل مدنيين أفغان عشوائياً وجمع أصابعهم كجوائز. وبحسب الصحيفة، وجهت إلى خمسة جنود تهمة قتل ثلاثة أفغان في مناسبات مختلفة هذا العام بهدف التسلية، بينما اتهم سبعة آخرون بالتستر على القتل وبتهديد مجند جديد تطرق إلى تلك الجرائم وأبلغ عن انتهاكات أخرى من بينها تدخين حشيش صودر من مدنيين. وأضافت أن الاتهامات بجرائم الحرب تلك تعتبر من أخطر الاتهامات التي نتجت عن الحرب في أفغانستان وينتمي المتهمون بارتكابها إلى لواء مشاة مقاتل ومقره ولاية قندهار.