لم يبق للجيش البريطاني، في سياق بحث قادته عن مهرب من سلسلة سوداء من العثرات التي يتعرض لها في الحرب التي يشارك فيها ضمن التحالف الدولي في أفغانستان، سوى تجريب حلول تكنولوجية جديدة للمعضلات التي تواجهه على الأرض. وبينما طوّر علماء الجيش البريطاني رصاصة جديدة لاستخدامها في افغانستان من قبل القوات البريطانية وسط مخاوف من أن ذخيرتها الموجودة من الرصاص غير قوية بما فيه الكفاية، لجأت القوات البريطانية في افغانستان إلى استخدام نوع جديد من أشعة الليزر يضيء نوراً أخضر قوياً في وجه المشتبهين للتقليل من فرص تعرض المدنيين الأفغان للقتل على نقاط التفتيش. وقالت صحيفة صانداي اكسبريس إن الجنود البريطانيين في أفغانستان سيستخدمون الرصاص الجديد من عيار 56,5 ملم في بنادقهم الرشاشة من طراز إس إيه 80 اعتباراً من العام المقبل بعدما اشتكوا من أن الذخيرة المتوفرة بحوزتهم من الرصاص ليس لها تأثير يذكر على مسافة أكثر من 1300 قدم. وأضافت الصحيفة أن مقاتلي طالبان كانوا قادرين على مهاجمة القوات البريطانية من مسافات بعيدة باستخدام رصاص من عيار 62,7 ملم في بنادقهم الهجومية الروسية الصنع إيه كي ,47 لكن علماء الجيش البريطاني تمكنوا من تطوير رصاصة صلبة جوفاء الرأس لإعطائها فعالية وقدرة أكثر على الوصول إلى مسافة بعيدة. ونسبت إلى مصدر عسكري قوله إن ذخيرة الرصاص المتوفرة لدى قواتنا في أفغانستان تتمتع بفعالية جيدة ضد الأهداف القريبة وتأثير محدود على مدى 1300 قدم. وأضاف المصدر أن الذخيرة الجديدة من الرصاص ستعطي قواتنا ميزة أفضل، وطلبت وزارة الدفاع دفعة أولية تصل إلى مليون طلقة لإرسالها إلى افغانستان. ومن جهة أخرى، قالت صحيفة صانداي اكسبريس إن نوعا جديدا من أجهزة أشعة الليزر الجديدة تسمى غلو جرى تثبيتها على بنادق الجنود البريطانيين من طراز إس إيه 80 ويحذّر بواسطتها أي شخص من خطر إطلاق النار عليه إذا لم يتوقف، وتمت تجربة الليزر الجديد في إقليم هلمند الواقع جنوبافغانستان. وأضافت الصحيفة أن تفاصيل الجهاز الجديد كُشف عنها بعد تسريب المئات من الوثائق السرية التي أظهرت تورط القوات البريطانية في افغانستان في قتل ما لا يقل عن 26 مدنياً بينهم نساء وأطفال، واصابة 20 مدنياً آخرين بجروح. وأشارت إلى أن القوات البريطانية في افغانستان تستخدم الجهاز على حواجز الطرق ونقاط التفتيش المستهدفة من قبل المفجّرين الانتحاريين، والتي تشكل خطراً حقيقياً على حياة الأفغان الأبرياء عند وقوعهم تحت مرمى النيران. ونسبت الصحيفة إلى متحدث باسم الجيش البريطاني قوله نبذل كل ما بوسعنا لمنع سقوط ضحايا من المدنيين، وهذا يشمل تزويد قواتنا في افغانستان بالمعدات اللازمة لدعم هذه السياسة، وجهاز غلو للتحذير بأشعة الليزر هو أحد الأمثلة على ذلك. وينتشر في افغانستان نحو 10 آلاف جندي بريطاني معظمهم في اقليم هلمند، وقُتل منهم 331 جندياً منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام .2001 من جانب آخر، كشفت بيانات غير رسمية، أول أمس، أن عدد قتلى قوات الاحتلال الأجنبية في أفغانستان تجاوز ألفين منذ بداية الحرب في أواخر 2001 وأن أكثر من 60 في المئة منهم أمريكيون لكن العدد لا يزال أقل كثيرًا من عدد القتلى المدنيين المتزايد. ورفع مقتل جندي أمريكي واحد على الأقل وأسترالي وبريطاني خلال نهاية الأسبوع إجمالي القتلى الأجانب إلى 2002 منذ غزو أفغانستان أواخر .2001 ويقل ذلك العدد عن نصف عدد القتلى في سنوات الحرب السبع في العراق، لكنه يحمل دلالة مهمة مع انسحاب حلفاء بحلف شمال الأطلسي الناتو مثل هولندا من البلاد ومراجعة حلفاء آخرين لأدوارهم المستقبلية. ويرى المراقبون أن الرقم لن يحمل على الأرجح نبأ سارًا للرئيس الأمريكي باراك اوباما الذي تعهد بمراجعة لإستراتيجية بلاده بأفغانستان في دجنبر بعد انتخابات التجديد النصفي في الكونغرس في نونبر. وكانت الخلافات بشأن الحرب الأفغانية قد أسقطت بالفعل حكومة هولندا في فبراير ورئيس ألمانيا في مايو بينما يسعى القادة الأمريكيون الذين يواجهون تناميًا في شكوك الرأي العام الداخلي إلى تقليل التوقعات بشأن ما يمكن تحقيقه. ويقول موقع اي كاجوالتيز دوت اورج المستقل لرصد خسائر الحرب إن 2002 جندي قتلوا منذ عام 2001 بينهم 1226 أمريكيًا، فيما بلغ إجمالي الخسائر البريطانية 331 في حين أن العدد المتبقي وهو 445 قتيلاً من جنسيات دول مختلفة. ويحذر القادة الأمريكيون والبريطانيون والقادة الآخرون في حلف الأطلسي من أن المعركة ستحتدم هذا العام فيما تمضي قوات الاحتلال الأجنبية قدمًا في خطط للسيطرة على معاقل طالبان في الجنوب ومواجهة مقاتلين آخرين مثل شبكة حقاني في الشرق.