خلفت جريمة قتل بشعة للشاب محمد أبو الصبر، استنفارا أمنيا وغليانا شعبيا، إذ منعت السلطات الأمنية بفاس، مسيرة شعبية، كان المئات من ساكنة حي مولاي عبد الله رجالا ونساءا يعتزمون تنظيمها نحو ولاية فاس عقب صلاة الجمعة، للمطالبة بمعاقبة المجرمين، وللحد من الانفلاتات الأمنية بالمنطقة، وقد اصطف عدد من قوات الأمن أمام القصر الملكي المحاذي لحي مولاي عبد الله، بينما توقفت حركة السير بشارع مولاي اسماعيل، الرابط بين مدخل القصر الملكي وباب السمارين. وتعرض الضحية الشاب، البالغ من العمر 24 سنة، لعملية قتل بشعة بحي مولاي عبد الله، ليلة الأربعاء 15 والخميس 16 شتنبر 2010، استعملت فيها السيوف، حيث بترت يده وقدمه، وأزيلت عينه اليسرى، وتعرضت عدة مناطق من جسده للتشويه. جيران الضحية وأخته، التي التقتها التجديد بمسرح الجريمة، حكوا تفاصيل ليلة الرعب، إذ لم يتمكن الجيران من مغادرة منازلهم بعد سماعهم للشجار الذي دار بين الشاب الضحية وأربعة شبان من الحي كانو مخمورين؛ حيث تمت مطاردة الضحية إلى داخل بيته، وارتكبت في حقه الجريمة أمام أنظار والدته، وظل الجيران يسمعون الضحية يستنجد بأمه، وهي تستغيث به لمدة ساعة من الزمن، قبل أن يعمد المجرمون إلى مغادرة المكان في حدود الساعة الثالثة والنصف صباحا، بعد أن اعتدوا على والدة الضحية بعد بتر أحد أصابعها ونقلت إلى المستشفى الجامعي الحسن الثاني، ولم تخبر بوفاة ابنها، كما لم تحضر الجنازة. واستغرب سكان الحي عدم حضور أي فرقة أمنية، حيث حضرت الوقاية المدنية فقط، بعد ساعة ونصف من مغادرة المجرمين لمسرح الجريمة، ولم تتمكن قوات الأمن من إعادة تمثيل الجريمة بسبب حالة الاحتقان التي تشهدها المنطقة. من جهة أخرى، علمت التجديد أن قوات الأمن اعتقلت أحد تجار المخدرات بمقاطعة المرينيين، ورد اسمه في عريضة وقعتها ساكنة حي لابيطا، ووجهت لوزير الداخلية. ويتداول الساكنة أن عملية الاعتقال مرتبطة بمصرع الشاب بحي مولاي عبد الله، إذ كان المتهمون الثلاثة في عملية القتل، زبناء للمسمى ولد العطار، اقتنوا منه المخدرات والخمر، وهو ما عجل باعتقاله، منتصف ليلة الخميس 16 شتنبر 2010، بينما أفادت مصادر من حي لابيطا بمقاطعة المرينيين، بأن باقي تجار المخدرات الذين تم الإبلاغ عن أسمائهم وعناوين سكناهم؛ لاذو بالفرار، وتتخوف الساكنة أن يكون الأمر مجرد انحناء للعاصفة. وفي سياق متصل، خرج المئات من ساكنة سيدي بوجيدة، في مسيرة احتجاجية على الانفلاتات الأمنية، عقب صلاة الجمعة، وهي المسيرة التي أعلن عنها من داخل المسجد، واتجهت صوب الدائرة الأمنية بالمنطقة.