صدر بمصر عن دار العالم الثالث بالتعاون مع المركز الفرنسي للثقافة والتعاون ترجمة لكتاب حروب القرن الحادي والعشرين للكاتب الفرنسي إنياسيو راموني، والذي أشار فيه إلى عدم دقة مصطلح الإرهاب وفشل أمريكا في إثبات وجود علاقة بين صدام حسين وتنظيم القاعدة. ووصف راموني الذي يرأس تحرير صحيفة لوموند دبلوماتيك الفرنسية الشهرية الأممالمتحدة بأنها أصبحت الحكم الذي يخضع لتأثير العضو الأقوى والأكثر تشددا في النادي، بعدما أثبتت وقائع كثيرة في عدد من مناطق النزاع بالعالم خضوعها لما أطلق عليه شروط واشنطن وصارت جدارتها بالاحترام قريبة من درجة الصفر. وأوضح راموني أن العنف السياسي العالمي قليل إذا ما قورن بما اعتبره بؤسا مفزعا وظلما لا ينتهي وتعاني منه غالبية سكان الكوكب، حيث إن العالم الذي أقامته العولمة الليبرالية الجديدة في السنوات ال15 الأخيرة بتواطؤ عدد كبير من القادة، حافل بعنف ولامساواة لم يسبق لهما مثيل. وقال في هذا الصدد يموت 30 ألف شخص كل يوم لأنهم شربوا مياها رديئة وهو عشرة أمثال عدد ضحايا هجمات 11 سبتمبر، ويموت 30 مليونا جوعا كل عام في حين أن الإنتاج الزراعي العالمي له من الوفرة ما يسمح بتغذية نحو ثمانية مليارات، كما يموت كل ثلاث ثوان بسبب نقص الأدوية طفل صغير أو فتاة أو صبي من أمراض يسهل علاجها. وذكر أن مشروع إقامة ديمقراطية في العراق لا يمكن تصديقه كثيرا نظرا لأن واشنطن تقدم العون هناك منذ عقود لعدد من أشنع دكتاتوريات المنطقة. وحمل راموني المحيطين بالرئيس الأمريكي المسؤولية في عملية غزو العراق ووصفهم بالرباعي الجهنمي، وهم نائب الرئيس ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رمسفيلد والرجل الثاني في البنتاغون بول وولفويتز ورئيس مجلس السياسة الدفاعية ريتشارد بيرل الملقب بإبليس، مع مستشارة الأمن القومي آنذاك كوندوليزا رايس، والى حد ما وزير الخارجية كولن باول حينها بأنهم هم الذين كانوا وراء حروب الخليج كلها ووراء مغامرة جنون بسط سيطرة القوات المسلحة الأمريكية كأداة لا مناص منها للسياسة الخارجية. وختم الكاتب حديثه بالتأكيد أن القوات الأميركية كانت وراء دمار جانب كبير من أمجاد الماضي العراقي ونهب متاحف الآثار في بغداد والموصل وتكريت وإحراق المكتبة القومية وسرقة أكثر من خمسة آلاف موقع أثري وأكثر من 75 ألف قطعة أثرية، مشددا على أن المسؤول الحقيقي عن نهب بغداد هو رمسفيلد.