حذرت مصادر في الإدارة الأمريكية، من أن الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان، المقرر عقده في يناير المقبل، يتعرض للخطر وقد لا يتم. ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن تلك المصادر قولها: إن الاختلافات الشاسعة بين الشمال والجنوب حول الحدود، وتقسيم عائدات النفط، وبطء الترتيبات، والإجراءات البطيئة للاستفتاء نفسه، كلها دلائل تشير إلى أن هذه العملية التي يختار بموجبها الجنوبيون بين البقاء في السودان الموحد أو تكوين دولة جديدة، ربما لن تتم. ونسبت صحيفة واشنطن بوست إلى محللين ومراقبين قولهم: إن تأخير الاستفتاء يمكن أن يؤدي إلى عودة الحرب الأهلية التي استمرت عشرات السنين، والتي تسببت في قتل وتشريد الملايين. وقال محمد إبراهيم خليل، رئيس مفوضية الاستفتاء، التي تقع على عاتقها عملية الإشراف على الاستفتاء: إن إجراءات الاستفتاء اللوجستية متأخرة جدا، وأضاف لصحيفة واشنطن بوست: لم نبدأ حتى الآن.. وتسجيل الجنوبيين للاستفتاء لن يكون سهلا، خاصة بسبب وعورة الطرق وقلة وسائل الاتصال، والوقت ليس كافيا. لكنه سيعمل على تنفيذ ما سيقدر عليه. وقالت الصحيفة: إن حكومة الرئيس السوداني عمر البشير تبدو مترددة في التخلي عن حقول البترول التي ساعدت السودان على مقاومة المقاطعة الاقتصادية التي فرضتها عليها الولاياتالمتحدة منذ التسعينات. وإن تخلي الشمال عن المنطقة التي فيها البترول في الجنوب ستكون له عواقب اقتصادية قاسية في الشمال. وبحسب الصحيفة فإن حزب المؤتمر الوطني الحاكم يرى أن الاستفتاء لن يجرى قبل رسم الحدود بين الشمال والجنوب. لكن، لم تقدر لجنة الحدود على الوصول إلى اتفاق نهائي. وقال لوقا بيونج، وزير شؤون مجلس الوزراء في الجنوب، إن اللجنة اتفقت على نسبة 80 في المائة من الحدود، لكنها اختلفت حول 5 مناطق توجد فيها آبار البترول. ومنها منطقة هجليج. وقال إدوارد لينو، إداري سابق في منطقة أبيي: تتبع هجليج الجنوب، إنها في ولاية الوحدة، لكن اللواء بابو نمر، شقيق زعيم قبيلة المسيرية العربية قال إن المنطقة تتبع كردفان.. تتبع للشمال. وهذا هو رأينا النهائي. وقال فؤاد حكمت، مستشار شؤون السودان في مجموعة إنترناشيونال كرايسيز (الأزمات العالمية): إن حكومة البشير تقول إن الاستفتاء لن يتحقق حتى يتم الاتفاق على مستقبل العلاقات الاقتصادية، وأضاف، إذا فشلت هذه المفاوضات لأي سبب من الأسباب، سيكون الاستفتاء في خطر. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قد عبرت الأسبوع الماضي عن قلقها من إمكانية إجراء الاستفتاء. وقالت إن الوضع بين الشمال والجنوب قنبلة موقوتة ضخمة. وقالت: تواجهنا مجموعة صعبة للغاية من التحديات في السودان. لهذا، نحن نكثف الجهود لجمع الأطراف معا: الشمال والجنوب، والاتحاد الأفريقي، وغيرهم، للتركيز على هذا الاستفتاء الذي، حسب رأينا، لم يلق الاهتمام الذي يحتاج له، وأضافت: من جانب، لأن الجنوب ليس قادرا على جمع الموارد اللازمة لتحقيق ذلك.