أكدت مصادر من دار لبريهي، أن قرار إدارة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية بعدم السماح لشركة الإنتاج أركولت كوم بالشروع في تصوير الجزء الثاني من السلسلة الرمضانية سير حتى تجي باستديوهات عين الشق، جاء بناء على اجتماع موسع وتداول جدي وعلى خلفية عدم التزام هذه الشركة ببنود العقد المبرم بين الطرفين، حيث تم تأخير موعد التصوير مرات عديدة، وكان من المفروض أن يتم ذلك في غضون شهرمارس، ورغم وضع الديكور في11 ماي، فإن التماطل ظل مستمرا، وكان طبيعيا في غياب استوديو بديل وفي انتظار أن يتم الاتفاق على تاريخ محدد بهذا الخصوص، أن يسحب ويزاح ديكور ومعدات هذه السلسلة من طرف مدير محطة الدارالبيضاء لبدء تصوير حلقات جديدة من البرنامج الترفيهي السباق الرقمي . وتصر إدارة القناة الأولى في قرارها على إخلال الشركة المنتجة بشروط العقد الثنائي، حيث استبدلت محمد الخياري بعبد الخالق فهيد، وسوغت مصادرنا بدار لبريهي فرارها، باعتماد الجدية والصرامة في التعامل وعدم الارتجال والاحتكام إلى القانون وإلى مقتضيات العقود المبرمة بين الطرفين، بما يضمن هيبة الشركة الوطنية ولا يخدش كرامة الفنانين، والسعي إلى تحديد ومأسسة طبيعة العلاقة التي تربط القناة الأولى بشركائها بما في ذلك شركات الإنتاج. وإذا كانت الشركة المنتجة لسيتكوم سير حتى تجي ، قد بررت استغناءها عن محمد الخياري بمشاركة هذا الأخير في عمل آخر من نفس الصنف الفني، فإن صاحب قناة الحريرة نفى أن تكون مرد عدم مشاركته في النسخة الثانية من هذه السلسلة إلى انشغاله بتصوير الحلقة التمهيدية من سلسلة أنا والعيالات التي ينجزها لفائدة القناة الثانية. وفي هذا الإطار، أكد الخياري في الرسالة التي بعثها إلى فيصل العرايشي، مدير القناة الأولى، على مسألة افتقار العقد المبرم مع الشركة المنتجة إلى عدة شروط إدارية، من ضمنها الإشارة إلى تاريخ بدء التصوير وعدم وجود إمضاء خاص بالشركة المحتضنة للسلسلة ، كما برر انسحابه من المشاركة في هذا السيتكوم بعدم توصله بنصوص الحلقات لكي يتم مراجعتها، هذا إضافة إلى سعي الفنان الخياري إلى التجديد وعدم تكرار نفسه في نمط واحد وفي سلسلة ينعث نصوصها بالرتيبة والركيكة، ولذلك فإن كل مساهمة منه هي سخرية من المشاهد المغربي حسب تقدير وتعبير الخياري. وبعد فسخ هذه العقدة الاضطرارية، سلم الخياري أمره وفنه ووضع كل خياراته تحت رغبة الشركة المغربية وليس الشركة المنتجة، في انتظار ما ستسفر عنه المفاوضات بهذا الخصوص ، لكن إصدار إدارة التلفزة المغربية لقرار يخول لشركة المنتج عزيز شهال حق تصوير سلسلة قطار الحياة، قد يحتم على الخياري البحث عن بدائل أخرى وإنتاجات جديدة يكرس بها حضوره في رمضان المقبل أو يجتهد للتفرغ لعمله الجديد الذي يصنفه ضمن الأعمال الدرامية التي تختلف عن تجربته التي طبع بها أنواع السيتكوم أو السكيتشات، والذي مازال القرار بشأنه غامضا ولم تحسم القناة الثانية فيه إن بالقبول أو بالرفض. إن قضية الخياري وسير حتى تجي وضعت القناة الأولى أمام امتحان آخر بعد كسب رهان انتخاب ممثلي العاملين بالمجلس الإداري لدار لبريهي، وبذلك فإن هذا القرار دشن خطوة جديدة تحدد طبيعة العلاقة مع مؤسسات الإنتاج، وتحد من بعض الأساليب التي سادت حينا من الدهر، و كل ذلك مازال مسطورا مذكورا، وتبدد لغة دهن السيريسير و من تحت الطاولة وخرج من الباب ليعود من النافذة وغير ذلك من الأساليب التي لا تخفى على ذي بصر وبصيرة. كما كشفت هذه التنابزات عن نقص كبير في فضاءات واستوديوهات التصوير وعدم صلاحيتها بما في ذلك الاستوديوهات الخاصة، ولو توافر فضاء آخر للتصوير لا قيل لشركة أركولت كوم : سير حتى تجيولما أخذت القضية هذه الأبعاد. وتفتح هذه القضية أيضا النقاش حول الإنتاج الوطني وكيفية تحسينه والرقي به ولماذا يظل هذا الباب مغلقا إلى حين قرب حلول شهر رمضان، ولماذا يبقى بعض الفنانين المغاربة يترصدون هذا الشهر ليخرجوا من شرنقتهم وليعلنوا ولادةهم مرة أخرى، ولماذا لا تنشط مزادات التلفزيون المغربي إلا في شهر رمضان، وهل قدر المشاهد المغربي ألا يضحك ويتفكه إلا في هذا الشهر، ننتظر رمضان المقبل بحول الله، من أجل أن تضحكونا ها ها ها .. قبل الختام.. إذا كان الفنان محمد الخياري، قد رهن قراراته بإرادة إدارة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وأنه لن يقبل بالعودة والمشاركة في سلسلة سير حتى تجي إلا إذا رغبت القناة الأولى في ذلك، فهل معنى هذا أن الخياري أصبح راضيا على هذا العمل؟ وهل سيتكومسير حتى تجي أضحت جيدة وغير ركيكة؟ وهل عودة خالي الجيلالي إلى المشاركة بقرار تلفزي، لا توقعه في نمطية التكرار والتثليث والتربيع والتخميس و.. رغم كل هذا يصر المشاهدون من متتبعي إنتاج الخياري أن يظل هذا الأخير يقظا متيقظا، وكلما غفا أو أصابته سنة من النوم سيضطرون إلى الصياح وآ حمد ..، غير أنها تبقى صيحة بلا ثمن أو مقابل، لانهم في نهاية الوصلة سيخسرون رنة أصواتهم ولن يظفروا بالهاتف المحمول. سعيد دهري