ظللت رحاب أجواء شهر رمضان الكريم خلال نهاية الأسبوع الماضي، أمسيات قرآنية، أقيمت بالعديد من المدن المغربية، وذلك ضمن البرامج الثقافية الرمضانية للمجالس العلمية المحلية وجمعيات المجتمع المدني...، واستمتع الحضور بالأداء القوي لكوكبة من المقرئين للقرآن الكريم تلاوة وتجويدا، ممن اصطفاهم الله لخدمة كتابه، وحباهم أصواتا حسنة تصدح بآياته ..، ويؤكد المنظمين أن إحياء الأمسيات القرآنية يبرز كفاءات قرآنية محلية يفتخر بها. فبحديقة الإدريسية (شارع أبي شعيب الدكالي - الدارالبيضاء) نظم المجلس العلمي المحلي بشراكة مع مقاطعة الفداء، أمسية قرآنية تم فيها تكريم المقرئ الشيخ عبد العزيز الكرعاني، إمام مسجد القاضي عياض، بمشاركة نخبة من القراء، من بينهم: محمد الإيراوي وعبد الكبير الحديدي ومصطفى غربي وعبد الفتاح شنوف، المؤهل للمسابقة الدولية في تجويد القرآن الكريم بدبي، ومصطفى زقان، والشاب معاذ الدويك، الحائز على المرتبة الأولى في المسابقة القرآنية مواهب في تجويد القرآن الكريم، نسخة السنة الماضية. وأجمعت شهادات القراء في حق الشيخ عبد العزيز الكرعاني، على أنه رجل هادئ ورزين، متزن وحليم، كثير الصيام والقيام...، كما تحدثوا عن خصاله الحميدة، من قبيل التواضع لله وحبه للعلم والعلماء، وعن دوره ومساهمته في تحفيظ كتاب الله وتلاوته. ومن جهته، أعرب محمد موشان، رئيس المجلس العلمي المحلي، عن فرحته بهذا الاحتفاء الذي خصص للقرآن الكريم، معتبرا أن من بين مقاصده؛ الارتباط والرجوع إلى القرآن والانطلاق منه كي يرسخ في الأذهان الهدى، إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم، هداية تشمل أحوال العالمين، إلى غير ذلك من الهدي إلى طريق النجاح والطريق السليم. وشدد موشان، على أن يكون الاحتفاء بالقرآن الكريم في شهر رمضان فقط، بل هو دستور يومي ونور به يهدي الله الأمة، وأشار على ضرورة الاحتفاء بأهل العلم وأهل القرآن، لا بأسمائهم وإنما لما يحملونه من نور في صدورهم. وفي موضوع ذي صلة، عاش مركز التنمية البشرية بمقاطعة سيدي مومن بالدارالبيضاء، أول أمس السبت، ليلة قرآنية ممتعة، شنف خلالها نجوم مساجد الدارالبيضاء، من أمثال المصطفى غربي والعيون الكوشي ومحمد الإراوي وعبد الهادي كنون ومحمد قيدي، والفائزة بمسابقة مواهب في تجويد القرآن الكريم بالقناة الثانية لهذه السنة، فاطمة الزهراء أبو براهيم، الحاضرين بقراءات أرهفت لها الأسماع وطربت لها القلوب المتعطشة لذكر الله. واهتزت قاعة اجتماعات مركز التنمية البشرية، الذي امتلأ عن آخره بمواطنين من مختلف الفئات العمرية، بالتكبير والتهليل وهم ينصتون في خشوع وتدبر لتلاوة آيات محكمات تفنن القراء في أدائها بطرق فنية متميزة، نالت إعجاب الحاضرين. وبقيت الجموع الحاضرة صامدة إلى آخر لحظة من عمر الأمسية القرآنية، بالرغم من تأخرها إلى الساعات الأولى من صبيحة يوم الأحد المنصرم. وقد قدم مجلس مقاطعة سيدي مومن للقراء المشاركين مكافاءات مالية.وأثنى محمد الإدريسي، رئيس المجلس العلمي المحلي لسيدي البرنوصي، الذي نشط هذه الأمسية، على تنظيم مثل هذه الأنشطة، موضحا أنها تدل على تشبث المغاربة بكتاب الله العظيم واعتزازهم به. يشار إلى أن مجلس المقاطعة سينظم، في إطار رمضانياته، الثلاثاء 27 رمضان؛ الملتقى الأول للمديح والسماع، سيشارك فيه الفنان جمال الدين بن حدو، ومجموعة السلسبيل المغربية.