كشف استطلاع رأي حديث، نشر في آخر يوم من شهر غشت المنصرم، أن المغرب يوجد ضمن أكثر الدول تدينا؛ مصنفا إياه في الرتبة ال ,11 مسبوقا بكل من بنغلاديش والنيجر واليمن وأندونيسيا وملاوي وسيريلانكا وجيبوتي وموريتانيا وبوروندي. وأظهرت نتائج هذا الاستطلاع، الذي أجراه معهد كالوب سنة 2009 في 114 دولة، على عينة من الشباب تضم 1000 شاب في كل دولة، تم استمزاج رأيهم عبر الهاتف وبالاتصال المباشر، أن 97 % من المغاربة يرون أن الدين هو جانب مهم في حياتهم اليومية، وتجدر الإشارة إلى أن المغرب احتل نفس الرتبة إلى جانب كل من مصر وأفغانستان وتايلاند. وأثبت هذا الاستطلاع، استمرار مركزية الدين في حياة العديد من الناس في العالم، إذ شكلت نسبة الذين يقولون بأن الدين يلعب دورا رئيسا في حياتهم اليومية معدل 84 %، بزيادة نقطتين على استطلاع السنة الماضية، إذ صرح 98 % من المستجوبين في عشرة بلدان و97 % من المستجوبين في 15 دولة - منها المغرب - أن الدين يشكل جانبا مهما في حياتهم اليومية، مؤكدا بذلك، النتائج التي توصلت إليها استطلاعات كالوب في السنوات الماضية. وفي تعليق له على نتائج هذا الاستطلاع اعتبر الدكتور طيب بوعزة ارتفاع معدل التدين في العالم بنسبة 82 في المائة مؤشرا إضافيا على وجود ظاهرة العودة إلى الدين في العالم وبشكل خاص في العالم الإسلامي، وأشار في تصريح أدلى به للجريدة إلى أن محافظة المغرب على نفس النسبة (ما بين 97 و 98 في المائة) يؤكد من جهة ارتباط الإنسان المغربي بالدين باعتباره يشكل انتماءه العقدي وأساسه الوجداني والسلوكي، ومن جهة أخرى يؤكد هامشية الدعوات التي تشاكس إجماع المغاربة الديني (مثل دعوات الإفطار في شهر رمضان) وتعارضها مع التيار العام الذي يعبر عنه الإنسان المغربي، وأوضح المتخصص في الفلسفة الظاهراتية أن مجرد اهتمام المراكز البحثية بطرح سؤال موقع الدين في الحياة اليومية للمجتمعات في 114 دولة ومحاولة رصد حجمها يؤكد تزايد ظاهرة العودة الدين. وكان استطلاع معهد كالوب للسنة الماضية، الذي أجري في 143 دولة في الفترة الممتدة ما بين 2006 و,2008 قد صنف المغرب في المرتبة العاشرة، إذ أظهرت نتائجه أن 98 % من المغاربة المستجوبين صرحوا بأن الدين يمثل جانبا مهما في حياتهم اليومية، ولم تتجاوز نتائج هذا الاستطلاع نسبة 82 %، كمعدل عام للذين صرحوا بأن الدين يمثل جانبا مهما في حياتهم اليومية في العالم.