قرر كيان العدو الصهيوني اجتياح الضفة الغربية استيطانياً فور انتهاء فترة ...التجميدî الجزئي المزعوم، بل بدأ منذ الآن توسيع مستوطنتين قرب نابلس، على أن تبدأ حملة استيطان مكثفة في 57 مستوطنة مع حلول 26 شتنبر وهو يوم انتهاء ...التجميدî، في حين نفى رئيس الوزراء الصهيوني الإرهابي بنيامين نتنياهو أن يكون تعهد لواشنطن تجميد الاستيطان، في وقت أكدت مصادر صهيونية أن نتنياهو سيذهب إلى واشنطن لالتقاط صورة لا أكثر، رغم محاولاته طمأنة معسكره إزاء الاستيطان، وتمسكّه بشروطه للتسوية التي يريدها على غرار ...كامب ديفيدî. وقال نتنياهو في خطاب أمام اللجنة المركزية لحزب ...الليكودî ليلة أول أمس، مخاطبا معسكره الأكثر تشدداً وأعضاء حزبه، إنه ...لا ينبغي عليكم أن تكونوا قلقين، فلا أحد بإمكانه أن يعلّمني أو يعلّم رفاقي ما هي محبة أرض ...إسرائيلîî، حسب تعبيره. وتوجه الإرهابي نتنياهو إلى واشنطن أمس الثلاثاء للمشاركة في لقاء سيجمعه مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بمشاركة الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لإطلاق المفاوضات المباشرة. وقال المجرم نتنياهو أمام أعضاء حزبه ...من مثلكم يعرف ماذا بإمكان الليكود أن يفعل من أجل سلام أبديî. وكرر بأن ...السلام الحقيقي ليس هدنة بين حربين أو بين عمل إرهابي وآخر وإنما هو الذي يصمد لأجيال قادمة مثلما رأينا في الاتفاق الذي حققه الليكود برئاسة مناحيم بيغن مع مصرî. وأضاف أن ...حكومة برئاسة الليكود وحدها القادرة على جلب اتفاق سلام حقيقيî. وتابع مجدداً شروطه ...سوف نصر على أن يستند أي سلام مستقبلي على اتفاقيات أمنية فعلية وعلى رأسها الاعتراف بحق الشعب اليهودي بîإسرائيلîî. وأضاف ...لن نكتفي بالأوراق والوعود ولن نسمح بإطلاق آلاف القذائف الصاروخية والصواريخ من أراضي السلطة الفلسطينية مثلما حدث بعدما انسحبنا حتى آخر سنتمتر من غزة ولبنان، وليس مهما ما إذا كان هذا نظيفا ومغسولا بالأوراقî . وقال الإرهابي نتنياهو إن ...طموحنا هو تحقيق اتفاق سلام مستقر يضمن الازدهار لنا ولجيراننا وإذا أمكن لبقية العالم العربي أيضاî. وأضاف ...آمل أن ألتقي مع شريك شجاع مثلما كان الرئيس المصري السابق أنور السادات بالنسبة لبيغنî. تحذير من التنازل وجاءت رسائل تطمين نتنياهو لأعضاء حزبه بعدم التنازل عن مطالبه بشأن ضرورة الاعتراف بيهودية كيانه الإجرامي ومواصلة أعمال الاستيطان في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة دون توقف.. في وقت لم يبد فيه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أي موقف واضح وصريح من شأنه الإعلان عن عدم تنازله عن ثوابت القضية الفلسطينية: القدس عاصمة الدولة الفلسطينية وعودة اللاجئين إلى بيوتهم وأراضيهم وخروج الاحتلال إلى ما بعد أراضي ,67 الأمر الذي فسره العديد من المراقبين بأن عباس ذاهب إلى المفاوضات بدون أوراق ضغط ومستعد لقبول الفتات وما يملى عليه أمريكيا وصهيونيا. في هذا السياق، شن قيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس هجوما عنيفا على عباس واتهمه بسعيه للتنازل عن العديد من الثوابت والحقوق الفلسطينية لصالح الاحتلال الصهيوني. وأكد أسامة حمدان، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أن رئيس السلطة الفلسطينية سيفرط خلال المفاوضات ببعض الحقوق التي تمس العصب الحيوي للقضية الفلسطينية، قائلاً: مجرد ذهاب عباس للمفاوضات يعني تقديم مزيد من التنازلات للاحتلال. وأضاف حمدان في حوار أجرته معه جريدة فلسطين اليومية، نشر أول أمس الاثنين: المفاوضات جاءت لحفظ ماء وجه واشنطن، وإعطاء الاحتلال فرصة لتحقيق مزيد من المكاسب على حساب الحقوق والثوابت الفلسطينية، مجددا رفض حركته ذهاب عباس إلى أي شكل من أشكال المفاوضات مع الاحتلال الصهيوني. وتابع: الفريق الذي يقوده عباس يدرك تماماً أن بقاءه في الخارطة السياسة مرهون بالكيان والإدارة الأمريكية التي منحته شرعية البقاء، مشدداً على أن عباس بات في موقف لا يستطيع أن يرفض أو يعارض استئناف المفاوضات مع الاحتلال، لأنه سلم نفسه للاحتلال وأمريكا ورضي أن يكون تابعاً لهم إلى مرحلة العمالة الرخيصة. واعتبر حمدان الموافقة العربية على استئناف المفاوضات بأنها توفر الغطاء المطلوب لفريق دايتون للاستمرار في مسيرة التسوية مع الاحتلال، مشدداً على أن الغطاء لن يحقق الهدف المطلوب منه، لأن عباس لا يملك شرعية فلسطينية وما يوقع عليه لا قيمة له على المستوى الفلسطيني، كما أن التنازل عن القضايا التي يجري التفاوض حولها يعد انتحاراً سياسياً لمن سيقدم هذه التنازلات. شرعية أمريكية صهيونية وعن حديث عباس أن الفلسطينيين لن يخسروا شيئا إذا لم يتجاوب الاحتلال وفشلت المفاوضات؛ بين حمدان أن عباس يستمد شرعيته من أمريكا والاحتلال ويقبل منهم كل شيء، مبيناً أنه لو اعتمد على الشعب الفلسطيني واستند إلى شرعية شعبه سوف يكتشف أن خياراته واسعة وقائمة وعلى رأسها خيار الجهاد والمقاومة، حيث إنه كفيل بإعادة الحقوق الفلسطينية. وذكر القيادي في حماس أنه في المفاوضات القادمة سوف يطرح على عباس وفريقه المفاوض أسئلة جوهرية حول القدس، ما هو موقفه من القدس؟، هل يقبل بها عاصمة للكيان الصهيوني موحدة داخل إطار جدار الفصل؟!، مشدداً على أن عباس لن يرفض ذلك، حيث تشير تصريحاته إلى أنه سيوافق لو حصل على 1% من العرض، مضيفاً: سيطرح سؤال كبير على عباس حول تعريف الأرض الفلسطينية، وسيطرح سؤالاً حول مصير اللاجئين الفلسطينيين، مشيراً إلى استعداد عباس للتنازل عن حق عودة الشعب الفلسطيني إلى وطنه وأرضه. وشدد على أن رئيس السلطة المنتهية ولايته بات لا يعبأ بحقوق الشعب الفلسطيني، مضيفاً: أنه يستعرض في الإعلام، لكنه على مائدة التفاوض يقدم كل ما هو مطلوب منه إسرائيلياً ثم يقول هذا الذي حصلنا عليه (..) هذه ممارسة لا تليق بالشعب الفلسطيني ولا تليق بقضية هي أعدل قضايا العالم. تقويض المقاومة في سياق آخر، أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أن الهجمة التي تقوم بها ميليشيا عباس ضد عناصر حماس: تكشف أن البرنامج الذي تنفذه تلك الأجهزة يرتبط بمشروع أمريكي صهيوني يستهدف القضاء على المقاومة في فلسطين، موضحاً أن سلطة فتح تعد العدة لاستهداف قيادات ورموز حماس والقوى التي تعارض التسوية وتداعياتها في الضفة من أجل تمهيد الأرضية لتمرير التسوية، والانزلاق في مستنقع الرؤية الصهيونية والأمريكية في المنطقة. وذكر أن من أسباب تصاعد الهجمة ضد حماس هو تغير المرجعية الأمريكية لمليشيا عباس الأمنية لرام الله وانتقال المسؤولية من الجنرال كيث دايتون إلى الجنرال مايكل مولر، لافتاً النظر إلى أن مولر يحاول أن يضع بصمته في تصفية حركة حماس، حيث أعاد تحريك هذه الأجهزة لتشن حملتها من الاعتقالات والتحقيقات. وشدد على أن المشروع التي تقوده سلطة رام الله ليس مبنياً على خلاف سياسي فلسطيني، بل على أساس تبعية وارتهان للإدارة الأمريكية والإرادة الصهيونية، مؤكداً على ضرورة أن يدرك الشعب الفلسطيني وكل من له علاقة بالقضية خطورة المشروع الذي تنفذه سلطة رام الله. وأضاف حمدان الضفة التي أطلقت عشرات الاستشهاديين ومئات المقاتلين ومئات الأسرى والجرحى والشهداء لا يمكن أن تكسر إرادتها وعزيمتها بحزمة الإجراءات الراهنة، معرباً عن اعتقاده أن هذه الفترة ستمضي، وستستعيد الضفة دورها ومكانتها بأبناء حماس وكل مجاهد حر من أبناء الضفة الغربية. فتح تعطل المصالحة من جهة ثانية، أكد حمدان أن حركته بذلت جهوداً كبيرة من أجل تحقيق المصالحة، لكن في كل مرة كان فريق دايتون يعرقل المصالحة، مشيراً إلى أن آخر المحاولات جرت قبيل القمة العربية الأخيرة، حيث تم عرقلة هذه المحاولة ولم يسمح لها بالمرور. وشدد على أن هناك قراراً لدى سلطة عباس بعدم إجراء مصالحة مع حركة حماس، مرجعاً ذلك إلى أن المصالحة في نظر سلطة رام الله تفرض قيوداً سياسية على تحركها في اتجاه التسوية، وتمنعها من تحقيق التزاماتها لحساب الحقوق الفلسطينية. كما يعتقد حمدان أن هناك تطوراً غير مسبوق في واقع السلطة حيث إن رئيس حكومتها سلام فياض يسعى لتفكيك حركة فتح لصالح بناء فريق من التكنوقراط عاش في ظل التسوية وربط نفسه بالمشروع الصهيوني ومصالحه، مؤكداً أن فياض لا يرغب في مصالحة تعطل مشروعه وتوقفه، حيث أن المصالحة من شأنها أن تعيد تموضع القوى الفلسطينية كافة في سياق خيار الجهاد والمقاومة وهذا لا ينفع هذا الفريق.