فريد الأنصاري:أخونا جواد بنمغار تاريخ من الدعوة إلى الله من العمل الثقافي والعلمي (كل نفس ذائقة الموت) هذه الآية يحفظها الكثير ويذكرها الكثير، فالإنسان حين يدركه الموت في تلك اللحظات يشعر بقلبه معاني هذه الآية. ذلك أن فراق الأحبة يشعر أنك أنت الذي فارقت وأنت الذي فورقت والله سبحانه وتعالى عبر بهذا التعبير الدقيق الغريب الذوق (كل نفس دائقة...) والذوق شعور حتى في الأمور النفسية... عندما تذوق بلسانك أو بأنفك أو عينك فإنك تتأثر، كل واحد يذوق بطريقتك الخاصة ولا أحد يستطيع أن ينوب عن غيره في مسألة الذوق، فهو تجربة مزاجية لا تتكرر أبدا، الله تعالى استعمل هذه العبارة، أي أن لا أحد يستطيع أن يعرف معنى الموت حتى يذوق. حتى لو افترضنا أن شخصا مات وبعث من جديد لا يستطيع ونحن لا نستطيع لأن الموت تجربة وجدانية وجودية إحساس وقلق في البداية إنما يتلو هذا الحدث الرهيب جدا بموت أخ صديق عزيز قريب جدا وكأننا ذقنا أشعر أنك تذوق الموت أشعر أنك تدخل تجربة لم تدخلها بعد، ولذلك يشعر الانسان بموقف صعب جدا، لأنك جزء من الذاكرة. أخونا جواد بنمغار تاريخ من الدعوة إلى الله من العمل الثقافي والعلمي رصيد ذاكرة عمر عندما تعلم أن جزءا من ذاكرتك راح، جزء من شخصيتك أنتهي، تشعر أنك دخلت في التجربة، ولذلك إن من الصعوبة بمكان أن يتلقى المومن مثل هذه الفاجعة التي لا يمكن أن يعيشها إلا بالصبر، وبالمقاييس الإيمانية التي تجعله تثبت . مصطفى رفعات: كان عندما يتكلم برسم لوحة ويسطر حكمة ويزرع موعظة ويصنع احتراما طلب مني أن أقول كلمة في حق الأخ جواد فتبارزت معي في ذلك جمادات المنبر الذي كان يحمله ويحمل معه ويقول فيه يأنه ملء المسجد حتى ضاقت جنباته وأعطى للجمعة وخطبة الجمعة بريقها وحقها خطبه تزيل من ذهنك الشروط وتفرض عليك الانتباه والمتابعة. والمقهى الذي كان يتردد عليها باستمرار مكانه المعهود طاولته لم تكن تحمل بقايا سجارة ولا أحاديث التفاهات بل تحمل كتبه وأوراقه أو تراه في قاعات الانترنيت باحثا مستفسرا عن القديم والجديد من الكتب والعلوم يحمل القديم ويترجمه بأسلوب حديث. وقاعة دار الشباب التي عرفته ولم تستطع أن تحدد سنه فهو في عمل الطفل، طفل صغير ينفق على أعمال الطفولة يسير بوجه يتحرك. كما كان جواد فارسا في عمل جمعوي حكم عليه بالنجاح. يعمل في الخفاء، وتراه شابا في الرحلات الثقافية والمحاضرات التي كان يلقيها و وتراه شيخا مهما وقع الخلاف في عين الجمعيات العودة إلى كبير القوم والشيخ الرزين يلتمسون عنده الحل الشباب جواد. كان درسا في حب الوطن مشاركا في جمعيات الخير وأعمال التطوع والتأطير درسا في التلاحم الأسري لمسناه في معاملته مع أسرته دون استثناء ولما مرض الأخ جواد التحمت الأسرة كلها زوجته ووالداه وإخوانه للتفرغ للأخ جواد ومتابعة علاجه والدعوات له كنا نزوره وكأننا نزور بيتنا لانشعر بضيق. نزوره فنزور معه أسرته التي لم تكن تفارقه. كان يحاول أن يكون أكثر أخذا للعلم وأكثر إبلاغا له عملية صعبة ومعادلة أكثر صعوبة. الخلاصة أن جواد كان عندما يتكلم برسم لوحة ويسطر حكمة ويزرع موعظة ويصنع احتراما أخي رحمك أعطيتني شهادة تقدير في حياتي وأنا أعطيها لك في مماتك والتي تعطى في الممات أكثر أجرا وأقوى فعالية عند الله دليل على الصدقة الخفية. كان قلبه مفتوحا، كان مقدرا للأعمال شاكرا للجميل مشجعا نصوحا، لازلت أحتفظ له بنصائحه لي الحكيمة الذكية معترفا للجميل ولازلت أحتفظ له بشواهد التقدير التي منحتها منه وكذا أساتذته سأجعل نقطة نهاية لكلامي هذا فلا تأخذوه نهاية شهادتي وإنما احتراما لفضاء الجريدة وزمانها نقطة نهايتي الغير المنتهية. سعيد شخمان: رجل العلم والخلق الإيمان جواد بنامغار رجل العلم والخلق الإيمان، برحيله فقدنا هذه المعاني، نحن الذين عايشنا ذقنا نبل أخلاقه وطب معدنه، ولمسنا عمق أثره في الدعوة، ولم تكن هناك سبيل لتقديم النصح والكثير للناس إلى سلكه وسار في دربه. جواد بنامغار نموذج حي للأخلاق الرفيعة والصداقة الصادقة والأخوة الإسلامية الحقيقية. دائم الابتسام، تلمس فيه التجرد القوي من متاع الدنيا الزائل... خدوم لدينه ووطنه. بسبب هذه المعاني الكثيرة، أعتبر أن الموت متعدد في الناس، ولكنه واحد وفر في مثل هذا النوع الذي ينتمي إليه جواد. فرحمة الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح الجنان، وألهم أمه وأباه وإخوانه وزوجته الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. الحسين المرابط:دمعة وفاء في حق الفقيد فقدت الساحة الثقافية والدينية بسوق أربعاء الغرب أحد أعمدتها البارزين، وعالما كبيرا من علماء الشباب. إنه العدل النزيه الأستاذ جواد بنمغار العضو باللجنة العلمية لهيئة عدول المغرب الذي لبى نداء ربه يوم الأحد 27 ربيع الثاني 1426 الموافق 05/06/.2005 ومن خلال ارتباطي الوثيق بالفقيد ومعاشرتي له، فإنني أسجل في حقه هذه الكلمات التي أواسي بها نفسي وعائلة الفقيد وأصدقاءه. إنه بحق من العلماء البارزين الشباب الذين يعملون في صمت، وقد وهبه الله عقلا رزينا وذاكرته قوية، تجده مشاركا في جميع المنابر الثقافية، يناقش ويحاور بأسلوب هادئ، لا يجرح أحدا. وكم كان محبوبا في مجتمعه لدى القاصي والداني، يعمل في صمت وفي أناة، ولقد فاجأنا فيه الموت ولم يمهله المرض فرحل عنا تاركا بصماته في قلوب الناس، وهو الجواد فعلا بعلمه وكرمه وأخلاقه، وقد عاشرته أكثر من 15 سنة، كنا معا أخوين صادقين، جمعتنا خطة العدال بعد أن تم تعييننا معا في وقت واحد بدائرة المحكمة الابتدائية بسوق أربعاء الغرب، فكان رحه الله نزيها أمينا ناصحا، رزينا، لا يمل ولا يمل، ولقد حل في قلبه همين كبيرين هما: حال المسلمين اليوم وسوء أوضاعهم، ما آلت إليه مهنة التوثيق، فكان رحمه الله متفائلا بأن الغد لهذين الهمين سيكون مشرقا، لكن ويا للأسف رحل عنا دون أن يرى هذه الأمنية قد تحققت. وعزاؤنا فيه أننا على العهد وعلى الدرب سائرون، فأهنأ في قبرك فقد اختارك الرحمان إلى جواره، فموعدنا معك إن شاء الله في دار البقاء، وعزاؤنا فيك قول الله عز وجل: (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون).