كشف مسؤول أمني رفيع المستوى، أن سرقات الأجانب التي عرفتها مدينة مراكش أخيرا، ارتكبها قاصرون، قاموا بالسرقة لأول مرة في حياتهم، وعزا السبب الرئيس للقيام بتلك العمليات لما وصفه ب الدسارة وسوء التربية. وأوضح - في لقاء مع التجديد - أن من بين اللصوص من لا يتجاوز سنه 14 أو 15 سنة، كما أنهم متمدرسين، مشيرا أنهم يقومون بالسرقة بواسطة النشل باستعمال دراجات نارية. وأضاف المسؤول الأمني، أن من بين هؤلاء القاصرين، من ينتمون إلى عائلات محترمة، مؤكدا أن 90 في المائة من الحالات قد تم ضبطها، في حين يجري البحث عن الآخرين. ونفى المتحدث ذاته، أن تكون هذه الجرائم قد ارتكبت من قبل عناصر إجرامية متدربة أو استعملت فيها أي من وسائل التخويف والتهديد، كما يروج في المدينة، موضحا أن نسبة الإجرام قلت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وخلال شهر رمضان خصوصاً. وتأسف المسؤول الأمني ذاته، لكون بعض الآباء تخلوا عن تعليم أبنائهم الأخلاق الحميدة، مشددا على ضرورة الوقوف وقفة تأمل من أجل تصحيح المسار بمشاركة مكونات المجتمع. من جهته، شدد عبد الهادي الوردي، رئيس جمعية تربوية، على دور الأسرة في حماية الأبناء من الانحراف، وعزا انتشار الظاهرة إلى الضعف التربوي لدى القاصر، المسؤول عنه محيطه الأسري، وانعدام التواصل بين الآباء والمدرسة، وغياب برامج تربوية إسلامية هادفة وتوجيهية، خاصة في وسائل الإعلام السمعية البصرية. وطالب الوردي، العضو في الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية، بالزيادة في حصص مادة التربية الإسلامية في الثانويات، مع تنظيم برامج موازية هادفة بشكل منتظم لمعالجة الظاهرة، وتفعيل مراكز الاستماع داخل المؤسسات. يشار إلى أن سرقة جديدة وقعت بداية الأسبوع الجاري، بعد اعتداء من قبل مجهول على أجنبي قرب أحد فنادق شارع محمد السادس بمراكش، حسب ما ذكرته مصادر مطلعة، وقد نقل الضحية، وهو من جنسية فرنسية، على وجه السرعة إلى مستشفى ابن طفيل لتلقي العلاجات الضرورية. وحسب المعطيات المتوفرة، فقد تلقى الأجنبي ضربات من قبل المعتدي، بعدما حاول مقاومة عملية سرقته في وضح النهار، وأشارت المصادر إلى أن المعتدي استغل الفترة الصباحية؛ حيث يخلو الشارع الذي يحتوي على عدد من المرافق السياحية من المارة، للقيام بتلك العملية وسلب الأجنبي هاتفه النقال وكل ما يملك من أموال. يذكر أن عددا من السياح الأجانب تعرضوا في الآونة الأخيرة لعدد من السرقات، مازال بعض منفذيها لم يعتقلوا بعد، في حين أشارت مصادر التجديد أن رجال الشرطة السياحية، الذين يفوق عددهم المائة، يقومون بجولات ميدانية وتحريات أمنية؛ أسفرت عن اعتقالات في صفوف هؤلاء اللصوص. عبد الغني بلوط