صرح رئيس اتحاد المطاحن المغربية، عبد اللطيف ايزيم، أن المغرب يحتاج لاستيراد 2,3 مليون طن من القمح اللين، و600 ألف طن من القمح الصلب على الأقل هذا العام، وذلك من أجل سد النقص في محصول الحبوب المحلي. وطالب ايزيم الحكومة بخفض الرسوم الجمركية على واردات القمح اللين والصلب إلى الصفر، لتصبح تكلفة واردات القمح في متناول مستوردي الحبوب، نظرا لارتفاع الأسعار في الخارج. وتوقعت الحكومة أن يتراجع محصول الحبوب هذا العام بنسبة 22 في المائة إلى ثمانية ملايين من 10,2 مليون طن في الموسم السابق. وتدعم الحكومة القمح بنسبة كبيرة لإبقاء السميد والخبز منخفضة للحفاظ على الاستقرار السياسي، ومنع تكرار الاحتجاجات التي اندلعت بسبب أسعار الخبز في الثمانيينات، والتي خلفت قتلى في المدن المغربية الرئيسية. وعلى الرغم من أن المغرب أطلق المخطط الأخضر في القطاع الفلاحي، إلا أنه لم يستطع أن يحقق الاكتفاء الذاتي في الحبوب. ويرى العديد من المراقبين أن المغرب سيتأثر من الارتفاع الكبير لأسعار الحبوب على الصعيد الدولي، بسبب الاعتماد على الخارج في تلبية حاجياته. كما يتخوف العديد من المراقبين كذلك، من الارتفاع الصاروخي للقمح، خصوصا إذا اعتمدت الحكومة نظام المقايسة الذي يروم ربط الأسعار الداخلية للمواد بالأسعار الدولية، وهو ما سيترتب عنه ارتفاع الدقيق والخبر والمواد المرتبطة بهما. ويذكر أن صندوق المقاصة يدعم السكر والمحروقات والقمح، إلا أن ميزانية الصندوق نفذت خلال الأشهر الأولى من هذه السنة، إذ استهلك حوالي 12 من 14 مليار مخصصة له. ويعرف هذا الصندوق العديد من الاختلالات، إذ أكدت دراسة للمندوبية السامية للتخطيط أن الفرق انتقل من الاستفادة من صندوق المقاصة، ما بين الفقراء وغير الفقراء من ضعفين (2,1) سنة ,2001 إلى ضعفين ونصف (2,5) سنة ,2007 وأنه في الوقت التي تبلغ فيه استفادة الفقراء السنوية من صندوق المقاصة 222 درهم، ترتفع حصة استفادة غير الفقراء إلى 551 سنة .2007 من جهته قال عبد الرضا عباسيان، المحلل الاقتصادي لدى منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، إن ارتفاع أسعار القمح العالمية لم يصل بعد إلى مستوى ينذر بتضخم أسعار الغذاء العالمية رغم صعودها إلى ضعفي سعرها تقريبا في غضون شهرين. وحسب وكالة المغرب رالعربي، قال عباسيان إنه يتوقع أن تبقى أسعار القمح مرتفعة ومتقلبة في الأشهر القادمة لكنها لا تنذر بتضخم عالمي، مضيفا أن الحديث عن تضخم غذائي بالرغم من أن معظم الارتفاع يقتصر على القمح أمر سابق لأوانه قليلا. وذكر أن مؤشر منظمة ال(فاو) لأسعار الغذاء الذي يقيس التغيرات الشهرية في الأسعار العالمية لسلة سلع غذائية سيتجاوز في شهر غشت الجاري على الأرجح أعلى مستوى له في خمسة أشهر الذي سجله في يوليوز الماضي وأنه سيواصل الارتفاع في فترة الشهرين إلى الثلاثة أشهر القادمة. وقال إنه علاوة على ذلك فإنه إذا استمر سوء الأحوال الجوية في روسيا وامتد إلى منتجين كبار آخرين في النصف الشمالي من الكرة الأرضية مع استعدادهم لموسم الزراعة الشتوي فإن إمدادات القمح العالمية قد تكون في خطر في الموسم المقبل، لافتا إلى أن هذا الاحتمال ضعيف جدا في الوقت الحاضر حيث يبدو أن الأحوال الجوية باتجاه التحسن في روسيا.