باشرت القوة العمومية، حوالي الساعة الرابعة من مساء الاثنين 2 غشت 2010، عملية هدم المعلمة السياحية قصبة سوس، أكبر تجمع للصناع التقليديين بأكادير، بناء على قرار الهدم الصادر عن والي جهة سوس ماسة درعة. وينشط في القصبة زهاء 200 صانعا وحرفيا. وعاين عملية الهدم عدد من السياح وسفير دولة أندونيسيا، الذي حضر للإشراف على عقد شراكات مع عدد من مسؤولي القصبة، والتي من شأنها الرقي بالمنتوج السياحي المحلي. وأرجع قرار الهدم، لكون بناء القصبة جاء مخالفا للقانون ولضوابط البناء والتعمير، مع ضرورة إعادة الحالة إلى ما كانت عليه في أجل لا يتعدى 15 يوما من تاريخه ، حسب نص القرار الذي حصلت التجديد على نسخة منه. وأكدت مصادر مطلعة، أن هذه المعلمة السياحية توجد منذ 20 سنة خلت. واعتبر متتبعون أن عملية الهدم تطرح علامة استفهام حول توقيتها. وعبر عباس البراع، رئيس مجمع الصناعة التقليدية القصبة، عن تدمره الشديد لما حصل؛ مفسرا ذلك بسبب واحد هو الشطط في استعمال السلطة، ومؤكدا أن هذا القرار كان مفاجئا، خصوصا أنه تم الطعن فيه لدى المحكمة الإبتدائية بأكادير، وحدد يوم الأربعاء 04 غشت؛ كموعد لعقد الجلسة الخاصة بالتداول في الملف، لكن السلطة سبقت الموعد ونفدت القرار، يومين قبل موعد الجلسة رغم إخبارها بذلك. وحسب محضر المعاينة، الذي حصلت التجديد على نسخة منه، ترجع الأسباب التقنية لهدم المعلمة إلى أن هذا البناء ورد فيه خرق ضوابط البناء العامة وذلك بتسقيف ثلاث غرف من مساحة 22 متر مربع تقريبا بالخشب على مستوى الطابق الأول بدون ترخيص. واستنكر علي لوبان، أحد المستغلين المتضررين، بشدة، قرار الهدم الذي - عوض أن يشمل تسقيف ثلاث غرف بالخشب، إن سلمنا بصحة ومعقولية ذلك - شمل ما يناهز 10 محلات والواجهة الخارجية للقصبة برمتها، مع إلحاق أضرار بليغة بعدد من فضاءات القصبة، والتي لم يسلم منها حتى الفضاء الذي نصبت فيه خيام أعدت للمراقبة والتصوير، والتي ستوظف في إحداث إحدى المشاريع السياحية المدرجة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وبالموازاة، خلف قرار الهدم استياء عارما في صفوف المستغلين، الذين يناهز عددهم حوالي 200 صانعا وحرفيا، إذ يلف الغموض مستقبلهم، خصوصا مع الطريقة التي تم بها هدم معالم القصبة التي وصفها أحدهم ب الهمجية، وهو ما ساهم في خلق جو من الرعب والهلع الشديد في نفوس الحاضرين وتحت أساليب التهديد، عملية لم تكن لتمر دون أن تخلف ضحايا، بعدما تم تسجيل إصابة أحد المستغلين الذي عمد إلى محاصرة آلة الهدم. وعلمت التجديد، أن باقي المستغلين للقصبة تلقوا أوامر شفوية من قائد منطقة أغروض، تم إخبارهم فيها شفويا بضرورة إفراغ جميع المحلات في غضون عشر أيام المقبلة قبل الشروع في هدمها. وفي موضوع ذي صلة، تساءل حوالي 20 مستغلا لعدد من المحلات التي تمت إزالتها على الطريق الرئيسية زخ,01 منذ السنة الفارطة عن مصير قرار تعويضهم من البقع المخصصة لإيواء أصحاب محلات المهن الملوثة بمنطقة بنسركاو.