أقدمت السلطات المحلية صباح اليوم الاثنين 30 يونيو الماضي على هدم 272 محلا تجاريا بسوق الخيام القديم في قلب مدينة أكادير بعد حوالي 80 سنة على إنشاءه. قرار الهدم تجندت له السلطات منذ نحو أسبوع، ونفذ صباح اليوم المذكور في جو ساده قلق التجار الذين يستعملون السوق للحصول على الخبز اليومي، وبدأ الهدم تحت الحراسة الأمنية المشددة عبر توظيف الجرافات بحضور لجنة مشتركة تضم مسؤولين السلطات المحلية والمجلس الجماعي لأكادير والمندوبية الجهوية للاسكان ومؤسسة العمران. وكان رئيس المنطقة الحضرية لأكادير قد أخطر بصفة فردية عبر استدعائهم من أجل إبلاغ قرار "الهدم"جميع مالكي المحلات التجارية بالسوق المذكور والذي اتخذ عشرة منهم محلاتهم ملاذا للسكن، بعد أن قررت مؤسسة العمران إنشاء تجزئة تدعى "الكويرة" بموقع السوق المهدم، إثر شراءها للملك العقاري لدى المجلس الجماعي لأكادير. وعللت السلطات قرار الهدم، بكون "موقع السوق يشكل نقطة سوداء بالمدينة وأضحى ملاذا للشمكارى واللصوص، فضلا عن تراكم الأزبال بشكل فضيع ومتقزز"، واقترحت السلطات من خلال لجنة مشتركة مع المجلس الجماعي و وزارة الإسكان والتنمية المجالية في اتصال ب"المساء" "تعويض التجار والحرفيين ببقع أرضية في موقع الحي المحمدي" الذي لم تجر هيكلته بعد، "إذ لا يتوفر لا على ماء ولا كهرباء ولا تطهير وصرف صحي"، في الوقت الذي أبدى فيه رشيد بوشاوير كاتب عام جمعية الأمل للتنمية والتعاون بسوق الخيام بأكادير في تصريح ل"المساء" أسفه الكبير من " تغييب الجمعية في الحوار مع السلطات الذي كنا نطالب به منذ مدة"، وأضاف كاتب عام الجمعية "أن بداية التلاعبات والمساومات في ملف سوق الخيام، تم بتقديم بديل غير مهيكل بهوامش أكادير، دون حصر زمان الاستفادة وكيفيتها وشكلها، مما زاد من فقداننا الثقة في المسؤولين، وهو ما سيفتح صراعاتنا على كافة الاحتمالات والأوجه بسبب غياب أي تعاقد مكتوب مع السلطات يحصر الحقوق والواجبات بشكل منصف بدل أن تتقاذفنا الادارات" على حد قوله. وكان التجار عبر جمعيتهم قد استنجدوا في رسائل بكل من الديوان الملكي وديوان المظالم ووالي جهة سوس ماسة درعة وعدد من الجمعيات الحقوقية قصد "التدخل من أجل إنصاف التجار الذين يواجهون مستقبلا مجهولا "إما بمنحهم محلات تجارية في سوق الأحد بالمدينة ضمن شطر تمديده على ملعب عبد الله ديدي أو تركهم في الموقع، عبر هيكلته من خلال مركب تجاري أو تعويضهم في الحي الصناعي المرتقب بالمدينة" على حد لغة الرسائل التي بحوزة "المساء" نسخ منها.