قال زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، عبد المالك دروكدال، أن فرنسا فاوضت تنظيمه من أجل إطلاق صراح الرهينة الفرنسي ميشال جرمانو الذي قتله يوم 42 يوليوز الماضي. ويعتبر تصريح دروكدال نقيضا لتصريحات الرئيس الفرنسي بيكولا ساركوزي وباقي المسؤولين الفرنسيين، الذين نفوا بشكل قاطع إجراء أي مفاوضات مع تنظيم القاعدة، على إثر العملية العسكرية الفاشلة في عمق التراب المالي، والتي أسفرت عن مقتل 6 أفراد من تنظيم القاعدة، دون أن تستطيع العملية التي تمت بتعاون مع الجيش الموريتاني تحرير جرمانو. وقال دروكدال في تسجيل صوتي بث على الانترنيت وتناقلت وكالات الأنباء إن الرئيس الفرنسي شن هجوما عسكريا جبانا في الوقت الذي كانت تجري فيه مفاوضات للإفراج عن جرمانو. وقال طارق أتلاتي، باحث ومحلل سياسي، إن تصريح دروكدال قد يكون صحيحا، على اعتبار أن فرنسا تبنت سابقا موقفا أكثر ليونة، كما أنها تفاوضت سابقا مع تنظيم القاعدة حول رهائن فرنسيين، مما أدى إلى تحريرهم مقابل فدية. وأضاف أتلاثي أن العملية العسكرية التي شنتها فرنسا بتعاون مع الجيش الموريتاني ضد التنظيم المذكور يؤشر من الناحية الاستراتيجية على سبق فرنسي، يريد أن يسحب بساط من الأمريكيين، ويعطي إشارة واضحة مفادها أن فرنسا لا زالت تتحكم في المنطقة، باعتبارها منطقة نفوذ تقليدي لها. كما يعطي إشارة للتنظيم نفسه أنها لن تتساهل معه، حتى إن هي أوهمته بمفاوضات حول ملف معين. وكان ساركوزي قد توعد تنظيم القاعدة بأن يعاقبه انتقاما لجرمانوا، بينما صرّح رئيس وزرائه بالقول إن فرنسا في حالة حرب مع جناح القاعدة في شمال إفريقيا. وقال أتلاثي إن العملية برمتها ستكون لها تبعات على فرنسا، وعليها أن تتوقع ردّ فعل من القاعدة ضد مصالحها في الداخل والخارج.