قالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث إن سلطات الاحتلال الصهيوني تخطط لبناء مجمع للمحاكم الصهيونية على جزء آخر من مقبرة مأمن الله قرب منطقة باب الخليل غربي المدينة المقدسة، والتي تعتبر أعرق وأكبر المقابر الإسلامية في القدس. وأضافت المؤسسة في بيان لها، الاثنين الماضي، أن سلطات الاحتلال لم تكتف بما اقترفت من جرائم بحق مقبرة مأمن الله على مدار 62 عاماً من تدمير وانتهاك أغلب مساحة المقبرة وتحويلها إلى متنزه وحدائق تحت مسمى (حديقة الاستقلال). واستطرد البيان: الجرافات الصهيونية نبشت آلاف القبور، ثم مررت خطوط المياه والكهرباء والمجاري على أجزاء أخرى منها، وبنت الفنادق والحوانيت والمدارس على جزء آخر، وشقت الطرق وبنت مواقف للسيارات، ثم كانت جريمتها خلال السنين الخمس الأخيرة، وهي الشروع بأعمال تمهيدية لبناء ما يسمى متحف التسامح على مساحة أكثر من 20 دونما من المقبرة. ولفت البيان إلى أن الحديث يدور هذه الأيام عن مخطط لبناء كبير لمحكمة الصلح وآخر للمركزية على جزء آخر من مقبرة مأمن الله. وأكد أن الحديث يدور عن جريمة إسرائيلية كبرى، وعن إصرار متواصل، بل غير مسبوق لانتهاك حرمة مقبرة مأمن الله، خاصة وأنه صادر من الجهاز القضائي الصهيوني. ووصفت المؤسسة هذا المخطط بمثابة حرب دينية قائلة: إننا نعتبر هذا الاعتداء وهذا المخطط بحق مقبرة مأمن الله، حيث مأوى صحابة رسول الله صلى لله عليه وسلم، والعلماء والفقهاء والأعيان وعموم المسلمين، بمثابة إعلان حرب دينية على كل مسلم في العالم. وشددت المؤسسة على أنها ستبادر، وعلى وجه السرعة، لاتخاذ القرارات الشرعية والقانونية على المستوى الشعبي والجماهيري والقضائي، المحلي والعالمي، لمنع تنفيذ الجريمة الصهيونية الوشيكة على مقبرة مأمن الله، محمّلة المؤسسة الإسرائيلية الرسمية مسؤولية كل اعتداء أو انتهاك على حرمة مقبرة مأمن الله. دبلوماسية صهيونية وصفت الوضع بأنه معقّد أقرت سفيرة الكيان الصهيوني لدى الأممالمتحدة بأن سمعة الكيان في المنظمة الدولية تدهورت حتى وصلت مستوى خطيراً في الآونة الأخيرة. ونسبت وكالة يو بي آي إلى السفيرة غابرييلا شاليف قولها في تصريح لصحيفة هآرتس الصهيونية في عددها الصادر الاثنين الماضي: إن سمعة إسرائيل باتت في الحضيض، رغم مساعيها للحفاظ على صورة جيدة لها في المنظمة الدولية منذ توليها منصبها قبل عامين. وعزت السفيرة ذلك إلى أن وضع الكيان الغاصب طالما كان معقداً وصعباً بسبب وجود الأغلبية المؤيدة للدول العربية التي ينضم إليها دول جديدة غير ديمقراطية، كما زعمت، مشيرة إلى وجود حالة من النفاق والكلام المزدوج الذي يسيطر على الأممالمتحدة. وأضافت شاليف أن ما يقال لها وراء الكواليس يختلف تماماً عن ما يقال في العلن، كما هو الحال على سبيل المثال الخوف من البرنامج النووي الإيراني ليس في صفوف الدول الغربية وحسب بل وبعض الدول العربية. ورأت شاليف، التي ستغادر منصبها قريباً، أن عملية الرصاص المصبوب وتقرير غولدستون والحصار على غزة إضافة إلى الهجوم الإسرائيلي على قافلة أسطول الحرية، كلها ساهمت في تشويه صورة إسرائيل وزيادة حدة الانتقادات لها حتى من قبل دول صديقة.