كشفت صحيفة أمريكية النقاب عن أنّ القوات الأمريكية وحلفاءها في أفغانستان يواجهون مأزقًا خطيرًا يتمثل في أنهم أصبحوا عالقين في البلد الواقع جنوب آسيا الوسطى وعاجزين عن تحقيق السلام فيها سواء بالحرب أو السلام. وقالت صحيفة نيويورك تايمز فى تقرير لها، أول أمس: إنّ الخروج من أفغانستان لم يَعُد سهلًا، لا عن طريق الحرب ولا عبر السلام. مشيرة إلى أنه بينما لا يمكن لحركة طالبان الانتصار في الحرب، فإنّه لا توجد أي جهة أخرى يمكنها تحقيق أي انتصار، لافتةً إلى أنّ البعض يتحدث عن السلام ولكن تطبيقه على الأرض يعتبر أمرًا مستحيلًا. وفي السياق ذاته نقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، عن محققين في الكونغرس الأمريكي، قولهم: إن الجيش الأمريكي يدفع عشرات ملايين الدولارات لأمراء الحرب الأفغان، وللمسئولين المعروفين بالفساد، ولحركة طالبان لتأمين مرور قوافل الإمدادات التابعة لها في أماكن متفرقة من البلاد. وقالت الصحيفة إن عملية التمويل هذه جزء من ترتيبات أمنية بموجبها تَمّ التوصل إلى صيغة عقد يقدر ب16,2 مليار دولار، الأمر الذي ينتهك القوانين التي تحرم استخدام المتعاقدين الخصوصيين، إلى جانب قوانين وزارة الدفاع، كما يقوِّض بشكل كبير أهداف الولاياتالمتحدة في تحجيم الفساد المتفشي في جميع أنحاء أفغانستان، وتعزيز حكومة فعَّالة هناك. وكشف تقرير نشر الاثنين الماضي أن وزارة الدفاع على دراية واسعة بأن الأموال التي تدفع للمقاولين تنتهي بشكل أو بآخر في أيدي أمراء الحرب.