أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز الدراسات العربي الأوروبي مؤخرا في العاصمة الفرنسية باريس، بأن العرب فقدوا وزنهم سياسيا وعلى مستوى تسجيل المواقف في الساحة الدولية. وأصدر المركز بيانًا جاء فيه أن 58,7 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع، حول هل كانت ردود الفعل العربية بحجم الجريمة الإسرائيلية ضد أسطول الحرية، رأوا أنه لم يكن هناك من رد عربي، لكي نحدد على أساسه حجم الرد إزاء الجريمة الصهيونية ضد أسطول الحرية. وبرأيهم أن العرب للأسف فقدوا وزنهم سياسيا وعسكريا وحتى اقتصاديا، لذلك لم يكن متوقعاً من العرب أن يفعلوا شيئاً يذكر في ظل اختلال موازين القوى لصالح الكيان الغاصب.في حين رأى 36,4 في المائة أن الردود العربية لم تكن بحجم الجريمة ضد أسطول الحرية، واعتبروا أن الموقف التركي هو الأقوى فيما الموقف العربي هو الأضعف، بل كان أضعف من الموقف الدولي على الرغم من بعض التصريحات العربية التي لم تكن بالمستوى المطلوب ضد الجريمة النكراء. أما 4 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع، فرأوا أن تركيا استغلت الحدث وتحاول أن تستعرض عضلاتها اليوم لتصبح لها قوة نفوذ في العالم العربي، في حين رأى 0,9 في المائة أن ردود الفعل العربية كانت بحجم القرصنة الإسرائيلية ضد أسطول الحرية. وخلص المركز إلى نتيجة مفادُها، جاءت معظم المواقف العربية خجولة ومرتبكة قياساً إلى ردود الفعل الدولية، والمؤسف أن بعض الدول العربية ليس فقط لم تتخذ موقفاً بحجم الحدث بل راحت تبث الشكوك في أوساط الرأي العام العربي حول أبعاد الموقف التركي وخلفياته، معتبرة أن أنقرة تستغل نبل القضية الفلسطينية لتحقق من وراء ذلك حضوراً إقليميا ودولياً فاعلا. وفيما العرب لا زالوا يفتشون حتى الآن عن موقف يتخذوه، فإن تركيا تستعد لإطلاق أسطول الحرية 2 بالتنسيق مع جهات إقليمية ودولية مما يعني أن قضية غزة خرجت من دائرة الطاعة العربية إلى دائرة معولمة أكثر قدرة وفاعلية وهذا ما يبشر بقرب موعد انكسار الحصار.