بين استطلاع رأي، نفذ في ست دول أوروبية إضافة للولايات المتحدةالأمريكية، أن مناهضة المسلمين ومعاداة الإسلام، قد ازدادت في أوروبا خلال الأربع سنوات الأخيرة، فيما انخفضت في الولاياتالمتحدة. "" وقارنت استطلاع الرأي، والدراسة التي نجمت عنه، عن معاداة الأوروبيين والأمريكيين للمسلمين واليهود، وهو ما بعرف باسم "معاداة السامية"، حيث بينت الدراسة، أن معاداة السامية هي الأخرى ارتفعت عند الأوروبيين. وأفاد الاستطلاع الذي أجراه مركز البحوث "بيو" في الربع الثالث من عام 2008 الجاري، ونشرته "إنتر برس سيرفس" في كل من بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، أسبانيا، بولندا، روسيا، أن المواقف المعادية للمسلمين تعتبر أكثر سلبية في الجوهر منها ضد اليهود، وإن كانت مناهضة السامية قد نمت بدورها في خمسة منها، وخاصة في أسبانيا. ففي عام 2005، أعرب 21 في المائة من الأسبان عن آراء غير مواتية لليهود، مقابل 48 في المائة من الأفراد الذين شملهم الاستطلاع في 2008، ومقارنة بنسبة 52 في المائة ممن أعربوا عن آراء سلبية تجاه المسلمين. وكشف الاستطلاع أن الآراء المعادية للمسلمين واليهود في أوروبا الغربية، أكثر انتشارا بين الأكبر عمرا، والأقل تعليما، والأكثر ميلا لليمين السياسي. أما في الولاياتالمتحدة، فقد أبدى مجرد 7 في المائة من الأفراد الذين شملهم الاستطلاع، وجهات نظر سلبية تجاه اليهود، مقابل 8 في المائة منذ أربع سنوات. كما انخفضت المشاعر المعادية للمسلمين أيضا في الولاياتالمتحدة، من 31 في المائة في 2004، إلى 23 في المائة حاليا، وذلك على عكس ما حدث في بريطانيا، حيث ارتفعت مناهضة الإسلام من 18 - 23 في المائة. كذلك فقد بين الاستطلاع أن مناهضة السامية قد ازدادت في الخمس دول الأوروبية الأخرى خلال الأربع سنوات الأخيرة، ولكن بدرجة تقل كثيرا عن معاداة الإسلام. ففي فرنسا، ارتفعت مشاعر العداء نحو اليهود من 11 - 20 في المائة، وفي ألمانيا من 20 - 25 في المائة، وفي روسيا من 25 - 34، وفي بولندا من 27 إلي 36، فيما سجلت مناهضة اليهود في أسبانيا أكبر زيادة بين 2005 و 2006، حيث قفزت من 21 إلي 40 في المائة، وفقا للاستطلاع. بيد أن معاداة المسلمين ارتفعت بصورة أكثر جوهرية في الخمس الدول الأوروبية، بالمقارنة باليهود. فبلغت المشاعر المناهضة للمسلمين متوسط 50 في المائة في أسبانيا وألمانيا وبولندا. وكشف الاستطلاع أن أسبانيا تتصدر دول أوروبا المعادية للمسلمين، رغم انخفاض المعدل إلي 52 في المائة مقارنة بنسبة 61 في المائة في 2006، فيما انخفضت مناهضة المسلمين في ألمانيا من 57 في المائة عام 2006 إلي 50 في المائة حاليا. لكن العداء تجاه المسلمين ارتفع في بولندا من 30 في المائة عام 2005 إلي 46 في المائة هذه السنة، وفي فرنسا من 29 - 38 في المائة، فيما انخفض في روسيا من 37 - 32 في المائة في الأربع سنوات الأخيرة. يشار إلى أن أحداث الحادي عشر من شتنبر 2001، التي استهدفت الولاياتالمتحدة، واتهم إسلاميون ينتمون لتنظيم القاعدة في تنفيذها، أدخلت العلاقة بين الأوروبيين والأمريكيين من جهة، والمسلمين من جهة أخرى، في مرحلة جديدة، أساسها عدم الثقة بين الطرفين.