أطلق منتدى الزهراء للمرأة المغربية في مهرجانه الختامي لقافلة ما تقيش بنتي مساء الجمعة الماضي بالدار البيضاء نداء إلى كل القوى الوطنية الحية والغيورة من أجل تشكيل جبهة وطنية لمناهضة كل أشكال الاستغلال الجنسي للقاصرات. وأوصى المنتدى في المهرجان الذي احتضنه المركب الثقافي مولاي رشيد بالبيضاء وحضره جمع غفير من المواطنين، بتبني مقاربة شمولية تربوية ثقافية وتنموية اجتماعية وإعلامية وأمنية وقانونية، ترتكز على الأسباب والاختلالات الأساسية التي تفرز الظاهرة، وتساهم في التوعية بمخاطرها، وفي مقاومة كل أشكال التطبيع معها. ويدعو المنتدى، حسب ما جاء في توصيات المهرجان الختامي، الحكومة المغربية إلى التوقيع على اتفاقية الاتجار بالبشر لسنة 2000 وتجميع النصوص القانونية المتعلقة بجرائم الاستغلال الجنسي في منظومة قانونية واحدة. كما دعت توصيات المهرجان إلى إحداث شرطة للسياحة تسهر على مدى احترام السياح لأاعراض فتيات المغرب ونسائه وعدم جعل المغرب قبلة للسياحة الجنسية. وأثارت بثينة قروري رئيسة منتدى الزهراء للمرأة المغربية في كلمتها انتباه الحضور إلى أن المهرجان الختامي لقافلة ما تقيش بنتي لا يعني الإعلان عن اختتام نضال المنتدى من أجل امرأة مركمة عزيزة طاهرة وأسرة متماسكة، بل إنه إعلان بداية النضال من أجل القول: لا لاستغلال المرأة المغربية. وناشدت قروري بأعلى صوت: كفى من استغلال فتياتنا وامتهان أنوثتهن، ولا لتشييء المرأة واختزال أنوثتها في جسدها. وأعلنت رئيسة المنتدى وسط تصفيقات الجمهور الحاضر أن رسالة المنتدى هي رسالة من اجل تصحيح صورة المرأة في الداخل والخارج، مضيفة أنه بقدر ما هي رسالة محبة للمرأة المغربية فهي أيضا رسالة غضب على مستوى التردي والاستخفاف بالقيمة الحقيقية للمرأة المغربية التي كرمها الله. وأكدت قروري أن قافلة ما تقيش بنتي عرفت تنظيم أزيد من 30 نشاطا بمختلف ربوع المملكة تنوعت بين الندوات والمحاضرات والموائد المستديرة والخيمات التواصلية واللقاءات المفتوحة وغيرها لقيت تجاوبا كبيرا من قبل المستفيدات، وكشفت هذه الأنشطة عن واقع مرير كان يسمه الصمت الذي تبدد مع أول محطة من محطات محاربة الاستغلال الجنسي للقاصرات تليها مبادرات أخرى تفضح اللاعبين بأجساد الفتيات البريئات. وحيت بثينة قروري بحرارة رجال التعليم الذين يعملون على فضح من يقومون بالاستغلال الجنسي للقاصرات ولو كانوا من صفوفهم، وقالت: نحن نعتبر رجال التعليم شريكا أساسيا لنا في محاصرة ظاهرة الاستغلال الجنسي للقاصرات. وأشارت فاطمة أوكريس نائبة رئيسة الجمعية المغربية لتنمية الأسرة والطفل، وهي الجمعية المحتضنة للمهرجان، إلى أرقام انتحار العفة ما تزال في تصاعد، ومن تجلياتها 30 ألف طفل متخلى عنه، وارتفاع حالات الإجهاض يوميا. وأكدت أوكريس أن على الحقوقيين أن يدرجوا العفة كساحة من ساحات النضال الحقوقي، متسائلة: أليس الحفاظ على العرض حقا من الحقوق العامة ومقصدا من مقاصد الشريعة؟ داعية الإعلام الوطني إلى دعم برامج النقاء والطهر، مشيرة في ختام كلمتها إلى أن المغرب لا يتسم فقط بسوداوية انتشار ظاهرة الاستغلال الجنسي بل إنه حافل أيضا بالعفيفات والطاهرين وبأصحاب العزائم الخيرية. ودعت زكية البقالي رئيسة المجلس الإدار لمنتدى الزهراء في كلمتها لافتتاح المهرجان، إلى الإبداع في سبل الوقاية من ظاهرة الاستغلال الجنسي للقاصرات من خلال رد الاعتبار لحرية العفة وفن العفة وإعلام العفة وتربية العفة من أجل تحقيق أمان الأسر والأحياء والمدارس والمجتمع قاطبة. وأكدت البقالي أن قافلة ما تقيش بنتي هي بمثابة مبادرة وطنية مدنية ضمن مشروع نضالي متعدد المسارات، انخرط فيه منتدى الزهراء للمرأة المغربية بمعية شبكته الجمعوية يبتغي منها الدفاع عن كرامة الفتاة والمرأة المغربية من أجل سمعة المغرب. وتميزت مواد المهرجان الختامي بمسرحية مؤثرة أبكت من خلالها شخصية حنان أغلب الحاضرين وهي تجسد دور فتاة عمرها 15 سنة تعرضت للضياع بسبب ساعة ما دات ما جابت التي أقنعتها بها صديقتها حين دعتها إلى المشاركة في حفلة كانت بداية ضياعها على يد من أسمتهم بالكلاب السوداء الذين أخفوها عن أسرتها لمدة خمس سنوات ينهشون خلالها براءتها إرواء لرغباتهم الجنسية، وحينما عادت ليحتفل بها أبوها بعد أن ماتت أمها حزنا عليها اكتشفت أنها مصابة بداء السيدا وحينها أدركت أن شعار ساعة ما دات ما جابت شعار خادع تقع ضحيته كثير من الفتيات، بل إن تلك الساعة أخذت منها براءتها وعرضها وأمها وصحتها، ونالت المسرحية التي كتبت نصها زبيدة هرماس رضى الجمهور. واجتهد سبعة أطفال في تجسيد مسرح الواقع من خلال مسرحية العودة التي جسدت كيفية اصطياد الطفلات إلى براثن الاستغلال الجنسي من خلال الإغراء بالحفلات التي يليها الاستغلال البشع للأجساد والرمي في أوكار الدعارة والضياع. وكان للكلمة الشعرية مكانها ضمن برنامج المهرجان الختامي لقافلة ما تقيش بنتي حيث ألقت فاطمة عفيف أبياتا شعرية تناولت موضوع العفة والوقاية من السقوط في وحل الاستغلال الجنسي للقاصرات، كما أعطيت الكلمة أيضا للأنشودة من خلال فقرات إنشادية أدتها فرقة الهدى التي أداها مجموعة من اليافعين. وبالموازاة مع مواد المهرجان نظم معرض للكتب ذات العلاة بالتربية الأسرية والوسائط المتعلقة بالعفة إلى جانب الإصدارات المختلفى لمنتدى الزهراء للمرأة المغربية. ويشار إلى أن المهرجان المنظم يأتي تتويجا لأنشطة قافلة ما تقيش بنتي التي استمرت أشغالها ما بين 17 و 31 ماي المنصرم وشاركت فيها جمعيات شبكة الزهراء بمختلف مناطق المغرب