أطلق منتدى الزهراء للمرأة للمغربية صباح الاثنين الماضي، بالرباط، قافلة ما تقيش بنتي التي تأتي في إطار اهتمام المنتدى بإشكالية الاستغلال الجنسي للمرأة المغربيةكما قرر المنتدى أن يخصص تخليد اليوم العالمي للأسرة لهذه السنة لتسليط الضوء على مشكلة الاستغلال الجنسي للقاصرات ودق ناقوس الخطر حول هذه الظاهرة التي باتت تهدد أحد أهم أعمدة الأسرة المغربية. وقالت بثينة قروري، رئيسة المنتدى خلال الندوة التي نظمت بالرباط، "إن المنتدى حدد للقافلة أربعة أهداف، أولها تكوين جبهة وطنية لمناهضة هذه الظاهرة، تتكون من مختلف الجمعيات النسائية والحقوقية الفاعلة في الميدان، وثانيها تقوية التماسك الأسري من خلال التصدي لهذه الظاهرة وتداعياتها على المجتمع والأسرة، وثالثها تحسيس الأوساط التربوية والتعليمية بخطورة تفشي ظاهرة الاستغلال الجنسي في أوساط القاصرات، ورابع أهداف القافلة استعراض الأساليب والأدوات المعتمدة للتغرير بالقاصرات، واقتراح أساليب التغلب عليها، على اعتبار أن مجموعة من التقارير الدولية تؤكد أن المغرب بات من بين الدول التي تتصدر قائمة الدول المصدرة للنساء اللواتي يتعاطين للدعارة من بينهن العديد من القاصرات، وهو ما أثر بشكل سلبي على صورة المرأة المغربية في الخارج... وأوضحت رئيسة المنتدى أن برنامج القافلة يتضمن جزءا ثابتا وآخر متحركا، إذ الجزء الثابت يتضمن أنشطة لجمعيات منضوية ضمن شبكة الزهراء الموزعة على مختلف ربوع المملكة، ويبلغ عددها 50 جمعية ومركزا للإرشاد الأسري ستنصب خيمات تواصلية مع العموم، وتعرض مسرحيات وأنشطة ذات علاقة بالموضوع، وتوزع ملصقات تحسيسية بالظاهرة، والجزء المتحرك يتمثل في الجولة التي تجوب عدة مدن مغربية من أجل التحسيس بخطورة الظاهرة. وأوضحت قروري أن التنسيق بخصوص الظاهرة يجب أن يكون مع كل القطاعات الحكومية ذات العلاقة بالموضوع. وقالت قروي، نريد اليوم أن ندق ناقوس الخطر وأن ننبه جميع الجهات المعنية من حكومة ومؤسسات تمثيلية ومجتمع مدني وجمعيات نسائية ووسائل إعلام عمومي وصحافة حرة وغير ذلك من الفاعلين إلى ضرورة العمل من أجل إطلاق نقاش وطني حول هذه الظاهرة، والتفكير في مقاربات استباقية تستند على التحصين التربوي والتحسيس الثقافي من جهة، كما تستند على الزجر القانوني وتطوير التشريعات الجنائية من جهة أخرى لمواكبة التطورات المرافقة لظاهرة الاستغلال الجنسي، وخاصة ما يتعلق بالاستغلال الجنسي بواسطة الانترنت. وأكدت قروري على ضرورة البحث عن الأسباب واعتماد المقاربات الشمولية للظاهرة، وأهمها المقاربة القيمية الأخلاقية، ولهذا يركز منتدى الزهراء للمرأة المغربية على مقاربة العفة. وشددت مليكة البوعناني، النائبة الأولى لرئيسة منتدى الزهراء للمرأة المغربية في كلمة لها خلال الندوة ذاتها، على اعتماد مقاربة العفة في مواجهة الاستغلال الجنسي للقاصرات، داعية إلى تثبيتها داخل مؤسسة الأسرة أولا لأن فيها أمنا للفرد والأسرة والمجتمع، ولأن العفة أصبحت مطلبا غربيا لمحاصرة ظاهرة الأطفال غير الشرعيين والأمهات العازبات. وعرض خلال الندوة الصحافية شريط تحسيسي بظاهرة الاستغلال الجنسي للقاصرات تضمن شهادات وأرقام حول الاستغلال الجنسي للقاصرات. وتشير بعض الأرقام الصادرة في الدراسة التي أعدها فرع المنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا سنة 2008 إلى أن حوالي 300 من أصل 500 امرأة مارسن أو مورست عليهن أول عملية جنسية وسن 162 منهن يتراوح بين 6 و 15 سنة فيما الباقي أكثر من 15 سنة وأقل من 18 سنة. وأفادت الدراسة ذاتها أن حوالي 60 بالمائة المستجوبات اللواتي ذكرن سن أول ممارسة جنسية تلقين عنها مقابلا ماديا تتراوح أعمارهن ما بين 9 و15 سنة.