ما تقيش بنتي شعار مغربي بالدارجة المغربية بمعنى لا لا تمس ابنتي أو لا تحاذي ابنتي، ومهما اختلفت العبارات فالمعنى واحد، وهو الشعار الذي أعلن عنه مجلس نسيج منتدى الزهراء للمرأة المغربية الأحد الماضي بالرباط لحملة وطنية سيتم القيام بها طيلة شهر ماي المقبل بمناسبة اليوم العالمي للأسرة الذي يوافق 15 ماي من كل سنة. إنها حملة بصيغة النهي عن الاقتراب من فتيات هذا البلد، يحمل بين طياته استنكارا لكل الأحداث والوقائع التي أصبحت تشوه سمعة المغربيات في الداخل والخارج، وهو نهي جاء ليتوج مبادرات وتحركات فردية وجماعية هدفها صيانة كرامة المرأة المغربية بدءا من صيانة كرامة الفتاة المغربية، وكان آخر هذه الدعوات المبادرة الوطنية للدفاع عن كرامة المرأة المغربية التي أطلقها القطاع النسائي لحركة التوحيد والإصلاح لجهة الشمال الغربي يوم الأحد 21 مارس 2010 خلال المهرجان التتويجي لحملة حجابي عفتي، وتفعيلا للنداء الذي أطلقته الحركة ذاتها منذ 12 ماي 2009 من أجل سمعة المغرب وكرامة نسائه. ما تقيش بنتي شعار يخاطب كل من تسول له نفسه الإقدام على الاستغلال الجنسي للفتيات القاصرات على الخصوص، لأن هذا الإقدام سيفسد على الأسر المغربية احتفالها باليوم العالمي للأسرة ما دام سيعتدي على جزء مهم من أفرادها، وبذلك سيخلف أضرارا جسمية ونفسية واجتماعية يصعب علاجها. ما تقيش بنتي شعار يحمل كل معاني الغيرة الشريفة على بنات هذا البلد حتى لا تمرغ كرامتهن في التراب بسبب ما يصلن إليه بعد تعرضهن للاستغلال الجنسي، سواء من قبل أفراد أو من قبل شبكات ومنظمات لا يهمها سوى جمع الأموال ولو على حساب شرف الأسرة والبلد. ما تقيش بنتي شعار يستحق أن يملأ اللوحات الإشهارية في مختلف الشوارع والطرقات، عوض اللوحات التي تستغل جسم المرأة للدعاية لمختلف المواد الاستهلاكية بالرغم من توفر المغرب على الميثاق الوطني لتحسين صورة المرأة في الإعلام منذ 15 مارس ,2005 والذي وقعت عليه كل من جمعية مهنيي الإشهار بالمغرب، واتحاد وكالات الإشهار والإعلام ووزارة الاتصال ووزارة الثقافة وكتابة الدولة المكلفة بالأسرة والطفولة والأشخاص المعاقين حينها. ما تقيش بنتي شعار يستحق أيضا أن تزين به أرجاء المطارات الوطنية والدولية منها على الخصوص حتى إن بقيت ذرة حياء لدى الراغبين في تصدير الفتيات ضمن شبكات الدعارة فيتراجعوا عن ذلك. ويستحق شعار ماتقيش بنتي أيضا أن ينقش على لوحات تزين مداخل المؤسسات التعليمية التي أصبحت وجهة للباحثين عن الشهوة العابرة، سواء الواقفين منهم بسياراتهم ودراجاتهم النارية بمختلف أشكالها أمام هذه المؤسسات أو الذين ينتظرونهن عبر من يتصيدهن ويوصلهن إلى مساكن فاخرة بالأحياء الراقية في المدن الكبرى. وأخيرا وليس بآخر، فإن شعار ما تقيش بنتي أجدر بأن يتجاوز اللوحات والجدران لينتصب في أذهان كل ذوي الضمائر الحية لينضاف إلى شعارات شريفة رفعت في هذا البلد الحبيب من قبيل ما تقيش بلادي، ما تقيش ولدي، ما تقيش أولادي، ما تقيش عقيدتي".