حملة جديرة بالتنويه تلك التي أقدم عليها شباب بشارعي الحسن الثاني ومحمد الخامس بالرباط، يدوسون السيجارة بعد أخذها من أيدي المبتلين بنفث السموم في عروقهم بالتدخين. وحملة جديرة بالتنويه تلك التي جعلت شعارها الحياة أثمن من أن تحرقها سيجارة، إنها الحملة التحسيسية الأولى بمخاطر التدخين التي نظمتها شبيبة العدالة والتنمية، وحمل أفرادها شارة على أكتافهم مكتوب عليها: من أجل يوم بدون سيجارة تخليدا لليوم العالمي بدون تدخين، كما ألصق هؤلاء الشبان على جدران العاصمة وبعض محلاتها التجارية بما فيها المخادع الهاتفية ملصقات لها أكثر من دلالة على العزيمة والإرادة والتعاون من أجل مكافحة السيجارة المدمرة (شباب يدوسون بأرجلهم السيجارة). وجد الشباب الذين شاركوا في الحملة أن مبادرتهم لقيت استحسانا وأن الكل غير راض على هذه السيجارة التي تنهب ميزانية الأسرة وتخرب سعادتها وصفاء جوها. صرح رجل من الذين التقاهم أفراد الحملة أن التدخين ظاهرة غير صحية، سواء في البيت أو في الأماكن العامة، فالطب أثبت أن التدخين انتحار بطيء وكل من يشعل سيجارة يدق مسمارا في نعشه. وبجرأة من إحدى المشاركات في الحملة التحسيسية، طلبت من أحد المدخنين في شارع محمد الخامس إطفاء سيجارته، فلبى الطلب ودعا الله أن يعفو عنه، ولم يفته أن يقول للمشاركة: "أليس هناك يوم لمحاربة البطالة؟"، في إشارة منه إلى أن الأمراض المجتمعية مترابطة وأن العلاج يجب أن يكون شموليا. سيدة أخرى التقاها منظمو الحملة وجدت الفرصة سانحة للتحذير من مخاطر التدخين وهي التي فقدت والدها بسبب هذه الآفة. فقالت: "إنني أعرف عددا من الناس أودت السيجارة بحياتهم ومنهم والدي، أتمنى أن يكف المدخنون عن التدخين في سائر الأيام وليس فقط في اليوم العالمي بدون تدخين". وأشارت السيدة المذكورة إلى أن وجود السجائر في الشوارع وبالتقسيط عامل مساعد على تعاطي التدخين. واختارت بعض الفتيات المارات من شارع محمد الخامس أن يشاركن بدورهن في الحملة المذكورة بإلصاق شارة الحملة على حقائبهن ودعوة الشباب إلى الإقلاع عن التدخين مهما كانت أسبابه، لأنه لا يحل المشاكل بل يزيد في عددها وانعكاساتها. ولم يخف والد ممن التقاهم أعضاء الحملة أن أولاده يتوسلون إليه ليرمي السيجارة التي جعلت صدره كما عبر عن ذلك بالدارجة: مخرشش. واقترحت سيدة، يبدو أنها من نساء التعليم، على المنظمين للحملة أن يبادروا إلى تنظيم حملاتهم التحسيسية بمخاطر التدخين في المؤسسات التعليمية لمساعدة الموجهين، الذين قالت إن مجهودهم يبقى محدودا أمام تنامي التدخين في أوساط التلاميذ. يشار إلى أن أصحاب الحملة لم يطلقوا دعوتهم للتخلي عن السيجارة فقط، بل أبدوا استعدادهم لربط الاتصال بين الراغبين في الإقلاع عن التدخين مع أطباء متخصصين في المساعدة على الإقلاع دون أضرار صحية. يذكر أن الحملة التحسيسية بمخاطر التدخين اندرجت ضمن أنشطة المهرجان السنوي الأول لشبيبة العدالة والتنمية بالرباط تحت شعار معا من أجل الحياة، والذي تضمن ندوتين وورشا بيئيا بالحديقة العمومية المقابلة للمركز التجاري المنال، كما تم خلال المهرجان نصب خيمة لمدة أسبوع بساحة المامونية بأروقة ومعرض، ونظمت فيها حلقات نقاش للزوار الوافدين من مختلف المشارب الثقافية والمراحل العمرية. حبيبة أوغانيم