لم تسجل أي حالة من سكن صفيحي في عدد من المناطق التي كانت إلى عهد قريب أحياء صفيحية كبيرة، خصوصا بمناطق بيكران، أيت المودن، تدارت، ودوار رجاف الله، تاسيلا، الخيام وغيرها من الأحياء الصفيحية العريقة بالمدينة. وأشار مسؤول بشركة العمران إلى أن السلطة واجهت الموضوع بقبضة من حديد، ولم تسمح لأي كان ببناء مسكن صفيحي في تلك المناطق، والتي تحولت أغلبها حاليا إلى تجزئات سكنية جديدة اكتسحها الزحف الإسمنتي، مضيفا بأن التوجيهات الملكية لجعل هذه المدينة السياحية مدينة بدون صفيح هي التي كانت وراء هذه الصرامة، والتي وازاها إعلان الحرب على قاطني الأحياء القصديرية، وهدم مساكنهم في صورة ما زالت تداعياتها مستمرة على عدد من الأسر إلى يوم الناس هذا، خصوصا الذين وجدوا أنفسهم في العراء، وفي يدهم شهادة للهدم، دون التوفر على الإمكانات المالية التي تسمح لهم ببناء بقعهم أو دفع مبلغ تسبيقي في شقة لا تكفي لإيواء أسر يفوق عدد عناصرها ال21 فردا في أحسن الأحوال. بيد أن الموضوع في مجمله، وإن تفاوتت مقاربات المسؤولين لتدبيره، يبقى محاطا بعدد من الظواهر لعل أبرزها ما سمي بظاهرة ترييف المدن، التجديد عاينت أبرزها في عدد من المساكن التي استفاد منها قاطنو دور الصفيح سابقا، فوجود فضاءات متاخمة لهذه المساكن تأوي أغناما وأبقارا، وأحصنة لجر عربات النقل، فضلا عن انتشار الأزبال هنا وهناك، وبيع المخدرات وشيوع الإجرام وغيرها، هو ما يعني بكل بساطة أن مقاربة موضوع السكن الصفيحي تحتاج إلى بحث ودراسة ميدانية علمية ودقيقة للقضاء على الظواهر المصاحبة لساكنة الأحياء الصفيحية؛ لكن هذه المرة في فضاء يقال له المدينة. أحمد الزاهدي بني ملال مازالت مدينة بمساكن من صفيح اصطدم إعلان وزارة الإسكان بني ملال مدينة بدون صفيح بواقع عنيد يقول إن الأمر ليس كذلك. فوسط السوق الأسبوعي القديم تعيش على الأقل خمسة أسر منذ عقود. وفي شارع الرباط (ببراك البوهراوي) مازالت شاهدة براياتها المعلقة على البراريك على عدم استفادة سكانها من البرنامج الوطني لمدن بدون صفيح. وأدلى المقصيون من البرنامج لالتجديد بعقود وبطائق تعريف تؤكد أن عناوين سكناهم هي براريك في السوق. فالسيدة فاطمة تزوجت بالسوق وأنجبت كل أطفالها به، وترملت ومازالت تعيش بهذا الفضاء، أحد الجنود المتقاعدين لم تشفع له السنوات التي قضاها في صفوف القوات المسلحة ببراكة وسط السوق الأسبوعي الذي تم تحويله منذ أزيد من ثلاث سنوات إلى خارج المدينة، واستصدر هذا الجندي أمرا قضائيا من رئيس محكمة بني ملال يثبت بواسطة عون قضائي أنه مازال يسكن ببراريك الإسكافيين بالسوق الأسبوعي سابقا إلى حد الآن. وموحا البراني شيخ مسن فقد كل ما كان يملك في حرائق السوق لكن الكل يعتبره من قدامى قاطني السوق، ليس لديه أهل، كل ما لديه صبره وأمله في التفاتة المسؤولين لحاله وحال جيرانه، وعبد الرحمن الصالحي لم يترك بابا إلا وطرقه لتجديد وثائق تعريفه الشخصية، متزوج وأب لأربعة أطفال أنجب اثنين منهم في هذه البراكة. وببرارك البوهراوي المحاذية للمحطة الطرقية تعيش السيدة نجية الملا منذ عشرات من السنين مع أبنائها السبعة، وبجوارها براكة أحمد لملا عدد أطفاله ثلاثة مهنته جزار ثم أسرة منذرمحمد 3 أطفال و الحمامي الصالح 2 أطفال. وعبر المقصيون كلهم لالتجديد عن غضبهم لعدم إدماجهم في البرنامج الوطني لمحاربة مدن الصفيح بالرغم من وجودهم قبل إعلان البرنامج.