يجزم أحد المنعشين العقاريين بالمدينة أن السلطات لن تستطيع القضاء نهائيا على دور الصفيح بفاس خلال السنة الجارية كما أعلنت ذلك وزارة الإسكان، ففي حي ويسلان وحده لم تسجل 150 أسرة أصلا في لوائح وزارة الداخلية للأسرة المستفيدة من برنامج مدن دون صفيح، وفي دوار بن سليمان (سهب الوردة بمقاطعة الجنانات) هناك 80 أسرة على الأقل، وفي دوار الطاهريين تقطن 70 أسرة تقريبا منازل صفيحية، وفي دوار لعزيب (زواغة) لا تعترف السلطات بـ 100 أسرة لم يشملها إحصاء 2005 على مستوى المدينة الذي قامت به وزارة الداخلية للأسرة التي تقطن الصفيح، كما أن هناك مناطق أخرى بالمدينة تعرف هي الأخرى وجود أسر لا تعترف بها السلطات كدوار العسكر ودوار ممنوع الدخول. وبالتالي فإن الإعلان الرسمي للقضاء على الصفيح بفاس لن يكون له معنى وصلة بالواقع، ما دام أن هناك بيوت خارج تغطية برنامج مدن دون صفيح بمدينة فاس. أما مدينة مكناس فثمة إشكال آخر، وهو أنه بعد المجهودات المبذولة للقضاء على دور الصفيح وسط المدينة وفي عدد من الأحياء، وقرب إعلانها دون صفيح، يجري الحديث بقوة عن عودة البراريك إليها، وهو أن إنتاج البراريك انتقل من المدينة إلى هوامشها القروية، والتي ستدرج ضمن مدارها الحضرية بعد إجراء الانتخابات الجماعية في يونيو المقبل، وهو ما يعني فشلاً في القضاء على ميكانيزمات إنتاج دور الصفيح والأسباب المؤدية إلى ذلك.