أفادت الإدارة العامة للأمن الوطني أن العدد الإجمالي للجنايات والجنح المسجلة لدى المصالح الأمن خلال السنة الماضية وصلت إلى 335 ألفا و528 مقارنة مع 321 ألفا و77 خلال سنة ,2008 أي بزيادة نسبتها 5,4 في المائة. وعرفت السنة الماضية أزيد من عشرة آلاف قضية تهم الجرائم العادية والبسيطة ولاسيما السكر العلني البين، وجرائم الشيك بدون رصيد والتحريض على الفساد وقضايا السب والشتم، فضلا عن أزيد من ثلاثة آلاف قضية إضافية تتعلق بقضايا الاتجار بالمخدرات. وتصدرت الدارالبيضاء لائحة المدن الأكثر إجراما، متبوعة بوجدة ومراكش والرباط وفاس ومكناس وطنجة وسطات والقنيطرة وأكادير وتطوان وبني ملال والجديدة والعيون وآسفي وتازة والحسيمة. وبخصوص حالة جرائم إزهاق الروح العمدي فقد بلغت خلال السنة الماضية 539 قضية استطاعت عناصر الأمن استجلاء أغلبيتها، و50 طفلا قاصرا أمام العدالة نتيجة اقترافهم لجرائم إزهاق الروح بطريقة متعمدة. وبخصوص تحليل قضايا القتل العمد، أبرز المصدر ذاته أن أغلبية القضايا ناتجة عن مجرد نزاع بين الأطراف للتحول بذلك إلى عنف ثم إزهاق الروح بالإضافة إلى قضايا أخرى، مضيفا أن مصالح الأمن سجلت سبعة قضايا قتل عمد، ارتكبها شواذ جنسيون مغاربة ضد مواطنين أجانب متقدمين في السن ومعروفين بتعاطيهم الشذوذ. وبلغ عدد قضايا المخدرات أزيد من 29 ألفا، إذ بلغت محجوزات الحشيش 134 طنا والقنب الهندي أزيد من ثمانية أطنان و22 كيلوغراما من الكوكايين و25 من الهروين وأزيد من 48 ألفا من حبوب الهلوسة. وتمكنت العناصر الأمنية من توقيف حوالي 1507 شخص داخل في محيط المؤسسات التعليمية، وتتعلق المخدرات المحجوزة بالحشيش والمعجون والكيف والكوكايين والهيروين والأقراص المخدرة. ومن المعطيات الدالة أنه في الدارالبيضاء سجلت وحدها 90 ألف جريمة ووطنيا سجلت 29 ألف قضية مخدرات و1200 قضية مخدرات في محيط المؤسسات التعليمية و39 ألف جريمة عنف و66 قضية قتل عمد مرتبطة بالخمر. وفي تعليقها على هذه الأرقام أكدت خديجة فرحي، أستاذة الحقوق، أن التصدع العائلي وارتفاع نسبة الطلاق وتراجع مداخيل الأسر بسبب الأزمة وضعف القيم الدينية وتراجع دور التربية كلها عوامل أسهمت في ارتفاع نسبة الإجرام خلال السنة الماضية. وقالت في تصريح لالتجديد إن هناك ارتباطا ما بين الظروف الاجتماعية والعائلية والاقتصادية التي تتسبب في هذه القضايا، فضلا عن اللامبالاة اتجاه الأطفال، مؤكدة في الوقت نفسه أن غياب تربية الأسر على القيم، ووجود تجارة غير منظمة للخمور، إذ أصبحت في متناول الأسر بالمساحات التجارية الكبرى وسهولة اقتناء المخدرات من أسباب ارتفاع ارتافع هذه المعدلات. وأكدت فرحي أن بعض وسائل الإعلام تسهم في الظاهرة؛ بسبب مشاهد العنف، فضلا عن غياب روح التربية داخل المؤسات التعليمية.