ظاهرة تعاطي تلاميذ الثانويات للمخدرات في الجهة الشرقية توجد بشكل أساسي في المدن كوجدة وبركان والناظور، أما القرى والمدن الصغيرة فوجودها ضعيف، والسبب في انتشار تعاطي المخدرات هو انتعاش السوق السوداء، لأن المنطقة حدودية وتتسرب إليها المخدرات بالدرجة الأولى من القطر الجزائري، وهي عبارة عن أقراص (كينة) تباع بثمن الحلوى (درهم أو درهم ونصف درهم). كما أن المروجين للمخدرات في محيط المؤسسات التعليمية هم تلاميذ انقطعوا عن الدراسة أو فصلوا عن متابعتها لسبب أو لآخر. ومن النتائج الوخيمة لهذه الآفة تغيب التلاميذ وعدم اهتمامهم وتسربهم عن المدرسة، خصوصاً من الطور الإعدادي، لأن الضحايا الأوائل للمخدرات هم المراهقون (من السنة الأولى إلى السنة الثالثة إعدادي)، ويبدأ الأمر بعد الانغماس في المحظور بالانقطاع عن الدراسة لينتهي بتكوين عصابة. ولا أعتقد، خلافا لما يقال، أن الرغبة في نسيان المشاكل هي من الداوفع الرئيسة لتعاطي المخدرات في صفوف تلاميذ الثانويات، لأننا نجد شباباً يعيشون في أسر ميسورة يقبلون على المخدرات، وربما أن التوفر على النقود يغري باقتنائها، أما الحديث عن المشاكل فيمكن أن يكون صحيحاً في الطور الجامعي من الدراسة، كأن يفشل الشاب في علاقة عاطفية فيحاول نسيان ذلك باللجوء إلى المخدرات. وبالمقابل فأرى أن عامل تقليد الآخرين والفضول من الأسباب الرئيسة لسقوط بعض تلاميذ الثانويات في آفة المخدرات، وقد وقعت سابقاً حادثة في مدينة وجدة، حيث وضع بعضهم مخدرات في حلوى وقدمها لتلميذات محجبات ولما ظهر في سلوكهن آثارها نزعن حجابهن وشرعن في الرقص، إذن يمكن إضافة عامل الخداع والاستدراج بالحيل كسبب مؤد إلى استهلاك المخدرات لأول مرة، وبعد ذلك يصير مستهلكها يبحث عنها. ولمواجهة هذه الظاهرة، ثمة ثلاث جهات مسؤولة عن ذلك، وهي أولاً السلطات المحلية، التي ينبغي عليها فرض حراسة وتتبع الخلايا المروجة للمخدرات في المؤسسات التعليمية، ثم ثانياً الآباء وجمعيات المجتمع المدني بجميع أطيافه، وهو مطالب بتنظيم حملات تحسيسية، وثالثاً المؤسسات التربوية، وفي هذا الصدد فإن المجلس العلمي المحلي لوجدة يشرف على محاضرات وندوات لفائدة المدارس يساهم فيها أطباء واختصاصيون يزورون العديد من المناطق للتوعية والتحسيس، وكذلك فعلت بعض الجمعيات في السنة المنصرمة.