دخل اعتصام الأستاذات المضربات عن الطعام يومه الستون بحلول يوم أمس الأربعاء، بتسجيل المزيد من حالات الإغماء والانهيار، وبلوغ الحالة الصحية للمضربات مستوى خطيرا. وحسب اللجنة الطبية المشرفة على المضربات فإنهن أصبحن في حالة خطيرة، تستوجب التوقف عن الإضراب، وإلا فستكون النتائج غير محمودة. من جهة ثانية، نظمت لجنة الأستاذات المضربات ندوة صحفية يوم أمس الأربعاء، تم خلالها عرض جملة من التجاوزات التي ارتكبت من قبل مسؤولي وزارة التربية الوطنية على الصعيد الوطني. وحسب الندوة التي احتضنها مقر هيئة المحامين بالرباط، فقد سجلت اللجنة نقل أستاذتين مقربتين من مسؤول في الموارد البشرية من نواحي إفران إلى مدينتي سلا وتمارة. وسجلت اللجنة نقل أستاذ أعزب من أزيلال إلى مدينة سلا (تخصص رياضيات) مع أقدمية أربع سنوات، وعملية تنقيل طالت أشخاصا لا يتوفرون بعد على رقم التأجير من الخريجين الجدد ومن التوظيفات المباشرة. كما أوضحت اللجنة أن من بين الاختلالات كذلك، تسجيل عملية تعيين خريجين عزب بجهة الرباطسلا (تخصص رياضيات)، وعملية تعيين الخريجين الجدد قبل إجراء الحركة الانتقالية. وفي مداخلة لها، تعهدت فاطمة بلحسن النائبة البرلمانية عن العدالة والتنمية، ببذل المزيد من الجهود من أجل مساعدة المضربات وإنقاذ أرواحهن وتمكينهن من حقهن في الالتحاق بالزوج. واستغربت بلحسن، من قطع البث عن مداخلتها أمام البرلمان، وهي تحمل في يدها لائحة بالعديد من التجاوزات المسجلة من طرف الوزارة، معتبرة ذلك جزء من التعتيم على الحقائق. وأكدت بلحسن، أن مجموعة من التنقيلات والتعيينات التي تتخذها وزارة التربية الوطنية، تشهد خروقات كبيرة، ويتحكم فيها أشخاص نافذون، كما تغيب عنها الشفافية. وتساءلت بلحسن، عن أي وضع متقدم سيتحدث المغرب مع أوربا إذا توفيت إحدى الأستاذات المضربات عن الطعام، فقط لانها طالبت بحقها وفضحت تجاوزات الوزارة. من جهتها، قالت نجية البريمي ممثلة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إنه آن الأوان ليحتشد الجميع من أجل الدفاع عن المضربات وحماية حقهن في الحياة. وأوضحت البريمي، أنها ترفض سياسة التعود على انتظار وفاة أحد المضربين، لكي تتحرك الدولة ومعها النخب المجتمعية لإيجاد الحل. وأكدت أن الدولة تمارس سياسة الاستهتار بالحياة، من خلال عدم مبالاتها بالمضربات، وعدم محاولتها فتح أي حوار معهن، لمناقشة الأمر. يذكر أن الإضراب عن الطعام انطلق في 51 مارس الماضي بمقر الجامعة الحرة للتعليم (إ.ع.ش.م)، وتخوضه 22 أستاذة ممن حرمن من حق الالتحاق بالزوج والأسرة. ومن جانب آخر أعلن منتدى الزهراء للمرأة المغربية مع النساء المضربات ومساندته لحقهن في الالتحاق بالأزواج خاصة بعد مضي أكثر من 11 سنة لبعضهن دون الاستفادة من الحركة الانتقالية.ويطالب المنتدى الذي قام وفد منه بزيارة للأسر المتضررة يوم 7 ماي الجاري، الوزارة الوصية بالتدخل من أجل إيجاد حل عاجل لهذه القضية والاستجابة لمطالبهم المشروعة حماية لأسرهم من التشتت و ضمانا لكرامة المرأة المغربية. وأفاد بلاغ للمنتدى، توصلت لتجديد بنسخة منه، أن الوفد وقف عند الحالة المزرية التي وصلت إليها المضربات وظروف الإضراب والوضع الصحي المتردي والذي نتج عنه عدد من الإغماءات في صفوف الأستاذات المعتصمات ويهدد بالمزيد من تدهور الوضع.