أكدت منظمة العمل الدولية أنه من بين المهاجرين الرجال بإسبانيا، أزيد من الثلثين من أصل مغربي وجزائري وباقي إفريقيا يتركون بلدانهم من أجل إيجاد عمل والتطوير من وضعيتهم المهنية الحالية. ويحصل المهاجرون من أصل مغربي بفرنسا على راتب مرتفع بأزيد من 6 مرات مقارنة مع المغرب(أزيد من 16 مرة بالنسبة للنساء)، في حين أن المهاجرين المغاربة بإسبانيا يحصلون على راتب مرتفع مقارنة مع المغرب، ما بين 5,4 و 10,5 في المائة، بالنسبة للرجال والنساء على التوالي. واعتبر التقرير الذي أنجز بشراكة مع المؤسسة العالمية للدراسات الاجتماعية أن كلفة التحويلات المهاجرين مرتفعة جدا، فكلفة هذه التحويلات تمثل 16 في المائة من قيمة المبلغ من فرنسا إلى المغرب أو الجزائر، دون احتساب تكاليف المستفيد قي البلد الأصلي. ويمكن أن تمثل الهجرة عامل إيجابي في إطار تنمية البلد الأصلي، وذلك على التحويلات المالية، وعودة المهاجرين عبر الاستثمار. فتحويلات المهاجرين المغاربة تمثل 8 في المائة من الناتج الإجمالي الخام، وهي نفس النسبة بالسينغال. وأكد المصدر ذاته أن مشاركة المرأة في سوق الشغل ضعيف بالبلدان الأصلية، إذ إن ثلثي النساء بكل من الجزائر وتونس والمغرب لا ينخرطون بالعمل. وأبرز التقرير أن دافع أغلبية المهاجرين المغاربة إلى إسبانيا هو دوافع مهنية خلال سنة 2007 . وأشار إلى أن المعطيات تؤكد أن التشغيل بالقطاع غير المنظم مرتفع بالبلدان الأصلية، والوضعية معقدة بالمغرب، إذ إن العمل بهذا القطاع تمثل الثلثين وعرفت ارتفاعا ب20 في المائة خلال العقد الأخير. وأبان التقرير أن نسبة التشغيل بالمغرب تقارب النصف، وهي مرتفعة عن كل من الجزائر وموريتانيا والسينغال وتونس، ويشكل القطاع الفلاحي 12 في المائة من الناتج الخام الإجمالي، ويخلق 40 في المائة من مناصب الشغل. وتبقى نسبة الشغل بهذا القطاع مرتفعة بالمغرب مقارنة مع الجزائر وتونس. واعتبر التقرير أن المغرب يعرف ارتفاعا لطالبي الشغل والذي يصل إلى 300 ألف، وهو ما يتطلب الوصول إلى نسبة نمو أعلى من 5 في المائة من أجل الحفاظ على نسبة البطالة الحالية. وكشف التقرير أن أهم وجهات المهاجرين بالمغرب تتمثل في فرنساوإسبانيا وإيطاليا وإسرائيل وهولندا، وبالنسبة للجزائر فهي فرنساوإسبانيا وإسرائيل وإيطاليا وألمانيا والمهاجرون التونسيون يتوجهون إلى فرنسا وليبيا وألمانيا وإسرائيل والعربية السعودية وذلك حسب إحصاءات سنة 2008. وأكد التقرير أن أكبر نسبة من المهاجرين الجدد المسجلين بإسبانيا من أصل مغربي، كما أنها تتوفر على أغلبية المهاجرين من المغرب مقارنة مع الدول شمال إفريقيا، وتبقى نسبة هذه الشريحة التي تابعت تعليمها العالي ضعيفة، إذ إن 8 في المائة من المغاربة المهاجرين بإسبانيا تابعوا تعليهم العالي. واعتبر التقرير أن وضعية التشغيل بشمال إفريقيا كانت معقدة، وتعمقت مع اندلاع الأزمة المالية، وعرفت نسبة المهاجرين ارتفاعا بكل من المغرب والسينغال.