ذكرت شركة الخطوط الملكية المغربية أنه من المحتمل أن تعرف بعض رحلاتها الجوية المتجهة إلى أوروبا وأمريكا الشمالية بعض التأخير بسبب سحابة الرماد البركاني في إيسلندا التي تتجه إلى شبه الجزيرة الإيبيرية وتمتد إلى جزء من شمال المحيط الأطلسي. وأوضح بلاغ للشركة أن الرحلات الجوية التي من المقرر أن تمر فوق هذه المناطق ستحول، من قبل هيئات مراقبة الملاحة الجوية، إلى ممرات آمنة، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى تأخير بسبب إطالة مدة هذه الرحلات. وهذه هي المرة الثانية الذي تتسبب فيها سحابة الرماد البركاني في إيسلندا في تعطيل حركة الملاحة بالمغرب، وكان البركان قد كلف القطاع السياحي بالمغرب خلال شهر أبريل المنصرم خسائر قدرت بحوالي 100 مليون دولار لعدم تنفيد حجوزات كانت جاهزة قبل حدوث انبعاث بركان إيسلندا وفقا لمصادر اقتصادية مغربية. وأكدت ذات المصادر أن الأزمة تجاوزت المسافرين لتشمل النقل البحري وحركة التجارة عبر الموانئ لارتباط نقل البضائع بحركة الطيران بفعل نقل الوثائق عبر البريد الدولي. هذا وانعكست هذه التوترات في الملاحة الجوية على المسافرين من وإلى المغرب حيث اكتظت المطارات بالمسافرين الذين ألغيت أو أجلت رحلاتهم، وكان بعض المسافرين الأجانب قد نظموا وقفة احتجاجية في أبريل الماضي في مراكش احتجاجا على ما اعتبروه تدبيرا سيئا للأزمة الناتجة عن إلغاء عدد من الرحلات الجوية بسبب ثورة بركان إيسلندا، وإقدام مراكز الملاحة الأوروبية الجوية على إغلاق المجالات الجوية الخاصة بها، في الوقت الذي قرر فيه بعضهم التوجه إلى مدينة طنجة بواسطة القطار، قبل ركوب الباخرة، في اتجاه أوروبا. ومع تجدد انبعاثات بركان إيسلندا، ألغت سلطات المطارات الاسبانية ما لا يقل عن 900 رحلة جوية صباح السبت بعدما أغلق 19 مطارا شمال البلاد، منها مطار برشلونة الذي أعيد فتحه عند الساعة ,22,00 بسبب وصول سحابة الرماد البركاني من إيسلندا. ومن أصل 4974 رحلة كانت مقررة السبت، ألغيت 673 رحلة. وفي الصباح، أغلق 16 مطارا في المناطق المطلة على المحيط الأطلسي شمال غرب إسبانيا. وعلقت شركة ايبيريا كل رحلاتها المتجهة الى هذه المناطق. وأوضحت وزارة التنمية الاسبانية ان سحابة الرماد البركاني فرضت تعديلا على الطرق المعتادة بين أميركا وأوروبا وآسيا وتم تحويل الرحلات إلى الجنوب لتحاشي المرور في المناطق المتضررة بشمال الأطلسي. من جانبها أغلقت السلطات الإيطالية معظم المطارات في شمال البلاد بسبب سحابة الرماد، وذكرت وسائل الإعلام أمس الأحد أنه تم أيضا إغلاق العديد من المطارات في البرتغال بسبب سحابة الرماد البركاني. وكانت السحابة الناجمة عن ثوران بركان أيسلندا قد أصابت حركة الملاحة الجوية في أوروبا بالشلل في الشهر الماضي، وأدت إلى حظر الرحلات الجوية لمدة ستة أيام بسبب مخاوف من تأثير الرماد البركاني على محركات الطائرات، وكلفت قطاع النقل الجوي خسائر قد تصل إلى 2,5 مليار يورو بحسب ما أعلنته المفوضية الأوروبية للنقل. ونقل موقع إي يو أوبسرفر عن المفوض الأوروبي للنقل سيم كلاس قوله نحن نعمل على أرقام أولية مأخوذة من مؤسسات وأصحاب أسهم مختلفين وهي تتراوح بين 1,5 و2,5 مليار يورو لكن بالطبع نحن بحاجة لتقييم مضمون هذه الأرقام بحذر. وتستند هذه الأرقام إلى ما أعطته شركات الطيران والمطارات وغيرها من الأطراف التي تأذت من إعاقة الطيران طوال أسبوع كامل. وتحدثت المنظمة الأوروبية لسلامة الملاحة الجوية عن توقف 100 ألف رحلة جوية بين 15 و20 أبريل 2010 وتعذر سفر حوالي 10 ملايين راكب بسبب بركان إيسلندا الذي نفث رمادا بركانيا كثيفا في الجو.