دعا محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح، الحركة الإسلامية إلى رصد واقعها ومحيطها والتحولات الجارية فيه، والبحث عن وسائل اشتغال جديدة تحمي الإنجازات أولا، وتسهم في تطور وتقدم الدعوة، وتدليل العقبات والتحديات وتجاوزها. مضيفا خلال اللقاء التواصلي المفتوح الذي نظمه مكتب المنطقة لحركة التوحيد والإصلاح بالقنيطرة في إطار الأيام التواصلية، أن الحركة الإسلامية اليوم إزاء واقع جديد يتمثل في الجهر بالمعصية والنضال من أجل الحماية القانونية لدعوات التطبيع مع القمار والدعارة والشذوذ الجنسي والإفطار العلني في رمضان، والجرأة في المطالبة بنظام قيمي بديل عن النظام الذي تعارف عليه المغاربة. وفي سياق الحديث عن التدافع القيمي، شدد الحمداوي على ضرورة توسيع دائرة حلفاء الحركة الإسلامية، معتبرا أنه وسط المجتمع يوجد عدد مهم من الحلفاء الموضوعيين للتيار الإسلامي. مشيرا إلى أن تبني البعض لاستراتيجية دعم مهرجانات العبث واللامعنى كوسيلة للقضاء على فكر الغلو والتطرف، يمكن أن تؤدي إلى تدمير كل معاني القيم وسط شباب الوطن. وفي إطار النقد الذاتي تحدث الحمداوي عن أجيال الحركة الإسلامية بالمغرب، مشيرا إلى أن جهود الموجة الأولى تركزت على إحياء الدين وتجديده وإقامته في المجتمع وتعميق الوعي به والعمل به والالتزام بمبادئه وبأخلاقه وتعاليمه. والنتيجة هو هذا التوسع والانتشار. لكن هذا التوسع، حسب الحمداوي، احتاج معه في مرحلة لاحقة إلى مواكبة نقدية وتصحيحية ضرورية، وتقييم ومراجعة لعدد من مفاهيم الاشتغال، من أبرزها الخروج من حالة التقاطب داخل الجبهة الدينية وتبني فقه المشاركة والانفتاح. واليوم يتساءل الحمداوي في ظل الانتشار الواسع كميا لمظاهر الصحوة والتدين ألسنا نعيش من جديد عددا من الاختلالات التي تستوجب مرحلة استدراك ثانية؟ ومن مظاهر هاته الاختلالات داخل الصف الإسلامي حسب المتحدث نفسه قلة الإحساس بثقافة الواجب، وازدواجية السلوك لدى البعض، والجرأة على بعض أشكال التعامل الربوية. وهو ما يجعل من أمر إعادة التموقع مسألة أولوية بالنسبة لحركة التوحيد والإصلاح، سواء على مستوى الخطاب أو آليات الدعوة. لذلك فمن أولويات الحركة، وفق رئيسها، على المدى المنظور أولوية استيعاب الوافدين إلى جبهة التدين، وتعميق آليات ترشيد روافد الصحوة الإسلامية، وتعميق مظاهر التدين في النفوس، والتركيز بالأساس على جانب السلوك والاستقامة. في نفس اللقاء المفتوح تحدثت عزيزة البقالي القاسمي، عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، عن موقع المرأة داخل الحركة الإسلامية عموما وداخل حركة التوحيد والصلاح خاصة، مشددة على أن الفعل النسائي داخل الحركة يتجه في إطار التدافع نحو دعم موقع المرأة داخل الأسرة، ودعم وظيفتها الأساسية المتمثلة في الأمومة، في ذات الوقت التي تدعم فيها الحركة كل جهود المرأة على مستوى المشاركة الاجتماعية والسياسية. يشار إلى أن هاته الأيام التواصلية التي نظمت تحت شعار حركة التوحيد والإصلاح تواصل وانفتاح من أجل عمل إسلامي راشد، امتدت على مدى أسبوعين. وتضمنت عددا من الندوات والأنشطة، منها محاضرة للمقرئ الإدريسي أبو زيد حول مستجدات القضية الفلسطينية، ومحاضرة بعنوان الاستقامة التزام ووفاء لعزيزة البقالي القاسمي، وندوة لعثمان مصباح ومصطفى قرطاح بعنوان منهج الوسطية والاعتدال ودوره في ترشيد العمل الدعوي. ثم قراءة في كتاب الشورى للدكتور أحمد الريسوني.