بدأت القوات الخاصة الأمريكية تعزيز انتشارها في قندهار، معقل حركة طالبان، الواقعة جنوبي أفغانستان، حيث تسعى لاستهداف قادة الحركة بغية إضعافها قبل العملية الواسعة التي يتوقع أن تبدأ قريبًا في المدينة، وسط إشارات باستعادة الحركة السيطرة على مرجة التي كانت هدفًا لعملية مماثلة في فبراير. واعتبرت صحيفة نيويورك تايمز، أول أمس، أن العملية العسكرية في قندهار ستساهم في تشكيل استراتيجية الرئيس الأمريكي باراك أوباما في أفغانستان من خلال مهاجمة طالبان في عاصمتها الروحية، وستحدد مدى قدرة الولاياتالمتحدة على الاعتماد على القوات الأفغانية وما إذا كانت الخسائر المدنية ستؤثر على إستراتيجيتها المستندة إلى استمالة الشعب. وكانت قوات الأطلسي أعلنت في وقت سابق أنها ستشن عملية عسكرية على قندهار هذا الصيف، من دون أن تحدد متى بالضبط سيبدأ الهجوم، لكن مصادر عسكرية قالت إن الهجوم الذي سيستهدف المعقل التاريخي لحركة طالبان في قندهار سيبدأ في يونيو. وتأتي العملية في أعقاب الهجوم على مرجة بولاية هلمند في فبراير الماضي والتي لا يزال الغموض يحوم حول نتائجها، إذ يعترف مسئولون أفغان أن حركة طالبان بدأت باستعادة زخمها في المدينة، بما في ذلك قتل ومهاجمة مؤيدي الحكومة الأفغانية. وقال نائب مستشار الأمن القومي الأفغاني شايدي عبدلي: لا نزال ننتظر رؤية النتائج في مرجة، إن كنت تحضر لعملية في قندهار يجب أن تظهر نجاحًا في مرجة، يجب أن تكون قادراً على الإشارة إلى شيء ما والآن ليس لديك مثالاً جيدًا لتشير إليه هناك. وذكر المسئولون إنه على عكس العملية في مرجة التي بدأت بضربة خاطفة، سيقوم الهجوم في قندهار على موجة من الأعمال العسكرية، لذلك بدأت القوات الخاصة العمل في الظل، وأشاروا إلى أن عددًا كبيرًا من قيادات حركة طالبان في قندهار وحولها قد اعتقلوا أو قتلوا. ومنذ صيف 2009 تنتشر في قندهار كتيبة قتالية أمريكية قوامها 4000 عسكري لتأمين الطرق المؤدية إلى قندهار، عاصمة الجنوب الأفغاني، وبحسب المصادر فإن 15 ألف عسكري من القوات الأطلسية والأفغانية قد يشاركون في الهجوم المرتقب على قندهار. ويقول المسئولون الأمريكيون إنهم يهدفون إلى عدم ظهور القوات الأمريكية بشكل كبير في مدينة قندهار بحد ذاتها، على أن تقوم وحدات الجيش والشرطة الأفغانية بهذه المهمة، فيما تزيد حدة الهجمات على مؤيدي الحكومة الأفغانية في المدينة، وتحذيرهم من التعاون مع الأمريكيين، والذين كان آخرهم نائب عمدة قندهار عزيز الله يرمال الذي قتل فيما كان يصلي في المسجد. وأشارت الصحيفة إلى أن المسئولين لا يتكلمون كثيرًا عن بعض أكبر التحديات التي يواجهونها والتي تتمثل ببقاء أخ الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، أحمد ولي كرزاي في رئاسة مجلس مدينة قندهار وعلاقاته مع تجار المخدرات والمسلحين مما دفع المسئولين الغربيين إلى القول إن الفساد والمشاكل في الحكم دفعت بالسكان المحليين إلى تقبل طالبان بشكل أكبر. وبدأت القوات التقليدية عملياتها خارج قندهار في عدد من المقاطعات المحيطة، إذ يتوقع المسئولون الأمريكيون جيوب مقاومة في الحزام المحيط بالمدينة، ويقولون إن قندهار مليئة بالمسلحين ولكنهم لا يحكمونها كما كان الحال في مرجة، على حد قولهم. وبعد نحو تسع سنوات من الاحتلال الغربي لأفغانستان للإطاحة بحكم طالبان لا تزال الحركة تبدي مقاومة شرسة، وتشن الهجمات على قوات الاحتلال بقيادة الولاياتالمتحدة، والتي تصاعدت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، في الوقت الذي ترفض فيه الحركة عروضًا للتفاوض مع حكومة حامد كرزاي.