كشف أحمد حرزني رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان في حواره مع جريدة الوطن القطرية يوم الأحد 18 أبريل 2010 ، لأول مرة عن وجود نية للقيام بزيارات ميدانية إلى منطقة الخليج على الخصوص، لبحث ظاهرة الاتجار الجنسي، وكيفية مواجهتها ومعالجتها، على اعتبار أن دولها تمثل في مخيلة الكثيرين في المغرب، أنها من كبار مستهلكي الجنس، رغم تصريحه بأنه لا يعرف في الحقيقة مدى مشروعية هذه الادعاءات. في حين قال هناك حقوق مدنية لم نعمل عليها بشكل كاف لحد الآن مثل الاتجار بالبشر والهجرة السرية والاستغلال الجنسي للنساء والأطفال.. هذه قضايا نعترف بأننا لم نشتغل عليها كفاية لحد الساعة ولكنها في جدول أعمالنا. وأعلن المسؤول الحقوقي المغربي للمرة الأولى، أن العمل في هذا الموضوع قد بدأ، موضحا أنه في جدول أعمال المجلس قبل أن يتحدث في الموضوع التقرير الأميركي الذي ركز كثيرا على ظاهرة الاتجار بالبشر، لأن طموحنا في هذا المجلس ألا نترك مجالا من مجالات حقوق الإنسان إلا ونتعرض له ونواجهه بكل شجاعة ونزاهة.. يقول حرزني، في سياق حديثه في الحوار عن المواضيع التي سيولي لها أهمية كبرى في المرحلة المقبلة، والمتعلقة أساسا بمسألة الاتجار بالبشر، سواء تعلق الأمر بالاستغلال الجنسي للنساء والأطفال أو شبكات تنظيم الهجرة السرية. وقال حرزني نحن إذن سنعالج الموضوع وأول ما يفرض نفسه هو تصحيح معلومات الرأي العام عنه، من خلال تقديم الحجم الحقيقي للظاهرة سواء من ناحية الطرف المستغل أو الطرف الذي يتعرض للاستغلال، وما هي أسبابها وملابساتها وكيفية مواجهة هذه الظاهرة. واعترف حرزني بوجود ظاهرة الاستغلال الجنسي للمغربيات بالخليج فعلا، وإن كانت قد تعرضت لتضخيم كبير بحسبه، مشيرا إلى أن أسباب الظاهرة متعددة، وليس بالضرورة كما يفهم من الصحف أن تكون الأسباب ذات علاقة بالانحلال الأخلاقي، فهناك أسباب اجتماعية. واعتبر رئيس المجلس الاستشاري بأن الصحافة تطرح الموضوع بشكل لا يحترم مجتمعنا ولا المجتمعات الخليجية..، مبرزا أن ظاهرة ما يسمى ب العهارة لم تتغير منذ بداية المجتمعات البشرية.. وما حصل هو أن الأعداد زادت، أما النسب الإحصائية فهي نفسها في كل مكان سواء في المغرب أو غيره.وأن تسليط الضوء على بعض الظواهر أكثر، لا يعني ذلك أنها أصبحت طاغية.. فيما اعتبر أن الحديث عن ظاهرة زنا المحارم في الصفحة الأولى وبالبنط العريض أمر لا يتسم بأي قدر من المهنية، لأن الظاهرة إحصائيا لا تساوي شيئا، ولذلك فإن مكانها هو الصفحة 15 أو .16 الأمر نفسه بحسب حرزني يتعلق بمسألة العهارة حيث تفرد الصحف لها العناوين البارزة رغم أنه لا يجوز فردها بهذا الشكل.