انتخب محمد يتيم كاتبا عاما للإتحاد الوطني للشغل بالمغرب للمرة الثانية بأغلبية 565 صوتا، مقابل 52 صوتا لعبد القادر طرفاي، و9 أصوات لبعد الإله الحلوطي بنسبة 87,59 في المائة من عدد الأصوات المعبر عنها، خلال المؤتمر الوطني الخامس للإتحاد الوطني للشغل بالمغرب المنعقد يومي السبت والأحد الأخيرين بمجمع مولاي رشيد للشباب والطفولة ببوزنيقة تحت شعار مصداقية شراكة نضال ... من أجل العدالة الاجتماعية، وكان محمد يتيم قد احتل المرتبة الأولى في المرحلة الأولى من الترشيح متبوعا بعبد الإله الحلوطي وجامع المعتصم، وقدم المعتصم اعتذاره وعوض بعبد السلام المعطي الذي احتل المرتبة الرابعة خلال عملية الترشيح الذي اعتذر بدوره ليفسح المجال للدكتور عبد القادر طرفاي. كما تم انتخاب50 عضوا من المجلس الوطني في عملية تصويت استمرت إلى حدود الرابعة والنصف صباحا.. وانطلقت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر صباح يوم السبت 10 أبريل 2010 بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم وترديد النشيد الوطني وعرض جينيريك يعرف بالاتحاد الوطني للشغل بالمغرب وأهم محطاته النضالية. وحضر الجلسة إلى جانب حوالي 2000 شخص منهم ألف مؤتمر، كل من سعد العلمي وزير تحديث القطاعات العامة ووزير التشغيل والتكوين المهني جمال أغماني والأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس المجلس الوطني للحزب سعد الدين العثماني، ومحمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح، بالإضافة إلى ممثلي عدد من الهيئات النقابية الوطنية والدولية. وفي أول كلمة في الجلسة قال عبد السلام المعطي، رئيس المجلس الوطني للإتحاد الوطني للشغل بالمغرب، إن هذا المؤتمر هو فرصة لاستحضار الروح الطاهرة لمؤسس منظمة الاتحاد، مضيفا أنه باستحضار الدكتور الخطيب يتم استحضار الأهداف والمبادئ التي من أجلها تأسس الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، والتي تستمد من المرجعية الإسلامية الخالدة، كما نؤكد يقول المعطي أن أفكار الخطيب شقت طريقها وأخذت المكانة اللائقة بهذا التاريخ . ونوه المعطي بالمجهودات التي يبذلها مناضلوا الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب مجاليا وقطاعيا أو على مستوى المعارك النضالية المتواصلة، والتي مكنتهم من تبوئ مكانة تليق بهم بين المركزيات النقابية الأكثر ثميلا. كما أكد المعطي على كون محطة المؤتمر تعتبر فرصة هامة كذلك منظمة وبرامجها على عدة محاور لتقييم الحصيلة والوقوف على عناصر القوة من أجل تعزيزها، وعناصر الضعف من أجل تجاوزها وكذا تحيين توجهات المنظمة وبرامجها على مستوى تطوير الخطاب النقابي والأداء النضالي وتعزيز المسار الديمقراطي داخل المنظمة، وكذا فتح نقاش جاد من أجل تأهيل الذات وبناء المؤسسات في أفق تطور بناء منظمة نقابية عصرية فاعلة وقادرة على الإبداع والتجديد. ودعا محمد يتيم، الكاتب العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، في كلمته إلى النضال من أجل إقرار عدالة اجتماعية بين الفئات وبين الجهات، وبين الرجال والنساء من أجل توزيع عادل لعائد الثروة الوطنية ولثمار النمو، وأن لا يكون دولة بين الأغنياء منا، مع العمل على إقرار مبدأ التضامن الوطني بين الفئات والجهات، تضامن قوامه مبدأ المواطنة لدى مختلف الشركاء الاجتماعيين والمسؤولية الاجتماعية للمقاولة والمشغلين سواء كانوا مشغلين عموميين أو مشغلين خواص. وأكد في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الخامس، أن نقابته ستعمل على تكريس مبدأ المواطنة وتربية العمال على ثقافة العمل والإنتاج والمردودية، مشيرا إلى أن تحسين دخل الشغيلة بالنسبة للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب ليس مطلبا اجتماعيا فحسب؛ بل إنه ضرورة اقتصادية تنموية، ولم يغفل يتيم مسألة النضال من أجل إقرار ديمقراطية اجتماعية عبر إصلاح النظام الانتخابي وتمثيلية حقيقية للعمال في المؤسسات والمقاولات من خلال إصلاح النظام الانتخابي الخاص بالتمثيلية عبر عدة تدابير سياسية وقانونية وتدبيرية؛ نذكر منها الانسجام والعدالة في التمثيلية بين القطاع الخاص والقطاع العام، وإعادة النظر في معايير التقسيم العددي لممثلي المأجورين في القطاع الخاص والقطاعات العمومية. كما ذكر يتيم بالركائز الأربعة لتحسين دخل الشغيلة من خلال تحسين القدرة الشرائية، وفي أسوأ الأحوال المحافظة عليها، وإقرار عدالة ضريبية وتخفيف الضغط الضريبي على الشغيلة ثم إصلاح منظومة الأجور وإقرار منظومة عادلة ومحفزة للترقي. من جهته عبر عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عن اعتزازه بالعلاقة التي تربط حزبه بنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، مؤكدا استمرارها وتناميها دون أن يكون أن لأي واحد منا ليس تدخلا في شؤون الآخر؛ بل حتى أدنى درجات التأثير، مضيفا أن مسؤولي النقابة يعلمون أن الحزب لم ولن يحاول التدخل في قرارات النقابة. وأوضح بنكيران أن حزب العدالة والتنمية يريد لهذه الأمة ثلاثة أشياء تتمثل في التنمية والحفاظ على الهوية والمساهمة في شأن الإنسانية وتدبير شؤون هذه الأرض في صالح البشرية، وأبرز أن الحزب اختار أيضا أن يخدم هذه الأهداف من خلال ثلاث نقط أخرى أولها المرجعية الإسلامية لكونها مرجعية الأمة منذ قرون، وأن الدستور ينص على أن المغرب دولة إسلامية، وأن ملكه أمير المؤمنين، والنقطة الثانية بحسب بنكيران تتمثل في الملكية الدستورية، ليس لأنه يستفيد منها أو لا يستفيد بل هذا خيار استراتيجي عمل به الزعيم الأول الدكتور عبد الكريم الخطيب رحمه الله فطرة وتربية واقتناعا، أما النقطة الثالثة بحسب بنكيران فتتجلى في الديمقراطية، خصوصا عندما تلتقى الإرادة الملكية مع إرادة الأحزاب الحقيقة التي خرجت من رحم الشعب، وأكد بن كيران أنه تاريخيا عندما تلتقي الإرادة الملكية وإرادة الأحزاب المنبثقة من الشعب تتحقق المعجزات كما في استقلال المغرب والمسيرة الخضراء والانتقال الديموقراطي . و قال محمد الحمداوي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح ، في كلمته بالمناسبة إن المشروع الدعوي التربوي الذي تشتغل عليه الحركة لابد له أن يلتقي مع عمل سياسي حزبي، وقد اختارت الحركة أن يكون هو حزب العدالة والتنمية شريكا لها في هذا المجال، كما اختارت أن يكون الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب شريكها لها في العمل النقابي، وبارك الحمداوي جهود إخوانه قياديين وأعضاء في نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، مقدرا المجهودات التي يقومون بها، كما قال الحمداوي بأن الحركة تقدر الإكراهات والتحديات التي الموجودة في العمل النقابي أو السياسي، والتي قال بأنها ليست بالضرورة مثل الإكراهات الموجودة في العمل التربوي، ودعا الحمداوي في كلمته التي ألقاها بمناسبة الجلسة الافتتاحية للمؤتمر لمناضلي الاتحاد بالثبات والتوفيق، نظرا لما لهذا العمل من إكراهات وتحديات لارتباطه بالعمل اليومي، ولكن بالمقابل يقول الحمداوي، وانطلاقا من من شعار المصداقية الذي يحمله المؤتمر، ينبغي ألا يطبع مع أي ضعف أو اختلالات تربوية يمكنها أن تمس بمصداقية هذه المنظمة. وانطلاقا من قوله تعالى والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما قال الحمداوي إنه يجب على الجميع أن يعلم أن الإمامة للمتقين تتم من خلال الإمامة في العطاء والتضحية والبذل ونكران الذات بعيدا عن الامتيازات. وطلب الحمداوي عدم التساهل مع كل من يستهدف مصداقية النقابة والداعين إلى التطبيع مع الامتيازات، مشيرا إلى أن المنظمة التي تتساهل مع مثل هذه الأمور تظل دائما مهددة. وفي الأخير جدد الحمداوي دعوة حركة التوحيد و الإصلاح للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب إلى الانخراط في هذا التدافع الحاصل بالمجتمع المغربي والوقوف ضد كل الجهات التي تستهدف التطاول على أخلاقه ومرجعيته الإسلامية. الجلسة الافتتاحية عرفت إلقاء كلمة كل من سعيد خالد الحسن، الأمين العام للاتحاد الإسلامي الدولي للعمل، وعبد الرحمن العزوزي، الكاتب العام للفيدراية الديمقراطية للشغل، أكدا من خلالها على الدور الأساسي للاتحاد في التعاون والتنسيق لخدمة مصالح الشغيلة.