انتخب محمد يتيم كاتبا عاما للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب للمرة الثانية بحصوله على 565 صوتا متقدما على نائبه في المرحلة السابقة الدكتور عبدالقادر طرفاي وعبدالإله الحلوطي خلال المؤتمر الوطني الخامس للإتحاد الوطني للشغل بالمغرب المنعقد يومي السبت و لأحد الأخيرين 10و11 أبريل الجاري بمجمع مولاي رشيد للشباب والطفولة ببوزنيقة تحت شعار " مصداقية – شراكة – نضال ... من أجل العدالة الإجتماعية " . وكان يتيم قد احتل المرتبة الأولى في المرحلة الأولى للترشيح من طرف أعضاء المؤتمر متقدما على جامع المعتصم وعبدالإله الحلوطي،قبل أن يقدم المعتصم اعتذاره للترشيح حيث عوض بعبدالسلام المعطي الذي اعتذر هو الآخر ليعوض بالدكتور عبدالقاد طرفاي الكاتب العام للجامعة الوطنية لقطاع الصحة،ليبقى التنافس بين ثلاث مرشحين هم ،يتيم،طرفاي والحلوطي،تمت المداولة فيهم من طرف أعضاء المجلس الوطني للاتحاد حيث يتم إبراز مؤهلات كل مرشح وقدراته على التدبير والتسيير أو العكس. كما تم انتخاب 50 فردا لعضوية المجلس الوطني بالتصويت السري عبر اللائحة حيث استمرت عملية التصويت إلى الرابعة والنصف صباحا. وعرفت الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر ترديد النشيد الوطني المغربي وعرض جينيريك يعرف بالإتحاد الوطني للشغل بالمغرب و أهم المحطات النضالية التي خاضها ، عرف حضور كل من سعد العلمي وزير تحديث القطاعات العامة وكذا وزير التشغيل والتكوين المهني جمال أغماني و الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس المجلس الوطني للحزب سعد الدين العثماني ، و حمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد و الإصلاح بالإضافة إلى ممثلي عدد من الهيئات النقابية الوطنية و الدولية .كما سجل المؤتمر حضور أزيد من 2000 شخص بينهم أزيد من 1000 من مؤتمر جاؤوا من كل جهات المملكة و يمثلون مختلف القطاعات . وفي كلمة بمناسبة الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر قال عبد السلام المعطي رئيس المجلس الوطني للإتحاد الوطني للشغل بالمغرب أن هذا المؤتمر هو فرصة لاستحضار الروح الطاهرة لمؤسس منظمة الإتحاد ، مضيفا أنه باستحضار الدكتور الخطيب يتم استحضار الأهداف و المبادئ التي من أجلها تأسس الإتحاد الوطني للشغل بالمغرب والتي تستمد من المرجعية الإسلامية الخالدة كما نؤكد – يقول المعطي – أن أفكار الخطيب شقت طريقها و أخذت المكانة اللائقة بهذا التاريخ . ونوه المعطي بالمجهودات التي يبذلها مناضلوا الإتحاد الوطني للشغل بالمغرب مجاليا و قطاعيا أو على مستوى المعارك النضالية المتواصلة والتي مكنتهم من تبوأ مكانة تليق بهم بين المركزيات النقابية الأكثر ثميلا . كما أكد المعطي على كون محطة المؤتمر تعتبر فرصة هامة كذلك منظمة وبرامجها على عدة محاور لتقييم الحصيلة و الوقوف على عناصر القوة من أجل تعزيزها ، وعناصر الضعف من أجل تجاوزها وكذا تحيين توجهات المنظمة و برامجها على مستوى تطوير لخطاب النقابي و الأداء النضالي وتعزيز المسار الديمقراطي داخل المنظمة و كذا فتح نقاش جاد من أجل تأهيل الذات و بناء المؤسسات ف أفق تطور بناء منظمة نقابية عصرية فاعلة و قادرة على الإبداع و التجديد . وأكد المعطي على مواصلة الإتحاد الوطني للشغل بالمغرب انخراطه في مناهضة الفساد و المفسدين وفي دعم المعارك الكبرى التي تخوضها مختلف القوى الوطنية المناضلة من أجل الإصلاح والتصحيح و من أجل التأهيل السياسي و الإصلاح المؤسساتي .كما أكد رئيس الإتحاد الوطني للشغل بالمغرب على دعم الإتحاد الوطني للشغل بالمغرب لكل مبادرات الدفاع عن وحدة المغرب الترابية و متابعة المنظمة لكل قضايا الأمة العربية و الإسلامية التي تعاني من الاحتلال والعدوان وعلى رأسها الشعب الفلسطيني الشقيق . كما دعا محمد يتيم الكاتب العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب إلى النضال من أجل إقرار عدالة اجتماعية بين الفئات وبين الجهات ، وبين الرجال والنساء من أجل توزيع عادل لعائد الثروة الوطنية ولثمار النمو، وأن لا يكون دولة بين الأغنياء منا، مع العمل على إقرار مبدأ التضامن الوطني بين الفئات والجهات ، تضامن قوامه مبدأ المواطنة لدى مختلف الشركاء الاجتماعيين والمسؤولية الاجتماعية للمقاولة والمشغلين سواء كانوا مشغلين عموميين أو مشغلين خواص . وأكد في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الخامس ، ،أن نقابته ستعمل على تكريس مبدأ المواطنة وتربية العمال على ثقافة العمل والإنتاج والمردودية مشيرا إلى أن تحسين دخل الشغيلة بالنسبة للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب ليس مطلبا اجتماعيا فحسب بل إنه ضرورة اقتصادية تنموية ،ولم يغفل يتيم مسألة النضال من أجل إقرار ديمقراطية اجتماعية عبر إصلاح النظام الانتخابي وتمثيلية حقيقية للعمال في المؤسسات والمقاولات من خلال إصلاح النظام الانتخابي الخاص بالتمثيلية عبر عدة تدابير سياسية وقانونية وتدبيرية نذكر منها مثل الانسجام والعدالة في التمثيلية بين القطاع الخاص والقطاع وإعادة النظر في معايير التقسيم العددي لممثلي المأجورين في القطاع الخاص والقطاعات العمومية .كما ذكر يتيم بالركائز الأربعة لتحسين دخل الشغيلة من خلال تحسين القدرة الشرائية وفي أسوأ الأحوال المحافظة عليها،و إقرار عدالة ضريبية وتخفيف الضغط الضريبي على الشغيلة ثم إصلاح منظومة الأجور وإقرار منظومة عادلة ومحفزة للترقي . من جهته عبر عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عن اعتزازه بالعلاقة التي تربط حزبه بنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب مؤكدا استمرارها وتناميها دون أن يكون أن لأي واحد منا ليس تدخلا في شؤون الآخر بل حتى أدنى درجات التأثير،مضيفا أن مسؤولي النقابة يعلمون أن الحزب لم ولن يحاول التدخل في قرارات النقابة. وأوضح بنكيران أن حزب العدالة والتنمية يريد لهذه الأمة ثلاثة أشياء تتمثل في التنمية والحفاظ على الهوية والمساهمة في شأن الإنسانية وتدبير شؤون هذه الأرض في صالح البشرية،وابرز أن الحزب اختار أيضا أن يخدم هذه الأهداف من خلال ثلاث نقط أخرى أولها المرجعية الإسلامية لكونها مرجعية الأمة منذ قرون وأن الدستور ينص على أن المغرب دولة إسلامية وأن ملكه أمير المؤمنين، والنقطة الثانية بحسب بنكيران تتمثل في الملكية الدستورية ليس لأنه يستفيد منها أو لا يستفيد بل هذا خيار استراتيجي عمل به الزعيم الأول الدكتور عبدالكريم الخطيب رمحه الله فطرة وتربية واقتناعا،وأشار بنكيران إلى أن الملكية الدستورية رمز وحدة الأمة واستقرارها، وأنه لا يجب أن يأتي يوم من الأيام حزب أو هيئة تدعي بأنها تستأثر بتمثيلها وتمثيل مشروعها لمجرد أن مؤسسها درس في يوم من الأيام مع جلالة الملك أو يستمر في العلاقة والصداقة معه،وقال"الملك في المغرب واحد،وأصدقاؤه الذين درسوا معه مجرد مواطنين مثلهم مثل باقي المواطنين"،أما النقطة الثالثة بحسب بنكيران فتتجلى في الديمقراطية خصوصا عندما تلتقى الإرادة الملكية مع إرادة الأحزاب الحقيقة التي خرجت من رحم الشعب. الجلسة الافتتاحية عرفت إلقاء كل من خالد السعيد الحسن الأمين العام للاتحاد الإسلامي الدولي للعمل وعبدالرحمان العزوزي الكاتب العام للفيدراية الديمقراطية للشغل أكدا من خلالها على الدور الأساسي للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب في التعاون والتنسيق لخدمة مصالح الشغيلة، ودعا إلى مزيد من التنسيق والتعاون. وباسم المكتب التنفيذي لحركة التوحيد و الإصلاح قال محمد الحمداوي رئيس الحركة في كلمته بالمناسبة أن المشروع الدعوي التربوي الذي تشتغل عليه الحركة لابد له أن يلتقي مع عمل سياسي حزبي وقد اختارت الحركة أن يكون هو حزب العدالة و التنمية شريكا لها في هذا المجال كما اختارت أن يكون الإتحاد الوطني للشغل بالمغرب شريكها لها في العمل النقابي ،الذي وبارك الحمداوي جهود إخوانه في القياديين و الأعضاء في نقابة الإتحاد الوطني للشغل بالمغرب مقدرا المجهودات التي يقومون بها ، كما قال الحمداوي بأن الحركة تقدر الإكراهات و التحديات التي الموجودة في العمل النقابي أو السياسي و التي قال بأنها ليست بالضرورة مثل الإكراهات الموجودة في العمل التربوي ، و دعا الحمداوي في كلمته التي ألقاها بمناسبة الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر لمناضلي الإتحاد بالثبات و التوفيق نظرا لما لهذا العمل من إكراهات و تحديات لارتباطه بالعمل اليومي ، ولكن بالمقابل يقول الحمداوي وانطلاقا من من شعار " المصداقية " الذي يحمله المؤتمر لا يجب التطبيع مع أي ضعف أو اختلالات تربوية التي يمكنها أن تمس بمصداقية هذه المنظمة . وانطلاقا من بقوله تعالى " و الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا و ذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما " قال الحمداوي أنه يجب على الجميع أن يعلم أن الإمامة للمتقين تتم من خلال الإمامة في العطاء و التضحية و البذل و نكران الذات بعيدا عن الإمتيازات . وطلب الحمداوي عدم التساهل مع كل من يستهدف مصداقية النقابة والداعون إلى التطبيع مع الإمتيازات ، مشيرا إلى أن المنظمة التي تتساهل مع مثل هذه الأمور تظل دائما مهددة . وفي الأخير جدد الحمداوي دعوة حركة التوحيد و الإصلاح للإتحاد الوطني للشغل بالمغرب إلى الانخراط في هذا التدافع الحاصل بالمجتمع المغربي و الوقوف ضد كل الجهات التي تستهدف التطاول على أخلاقه و مرجعيته الإسلامية .