كشفت إحدى الصحف اليومية رفض مجموعة موسيقية شبابية مغربية تحمل اسم لارابويز الذهاب إلى الكيان الصهيوني للمشاركة في حفل فني بعد تلقيها دعوة مغرية من شركة عبر البريد الإلكتروني، وذلك في الوقت الذي كشف فيه خبر قيام أزيد من 30 طبيبا من مراكش بزيارة الكيان الغاصب والمشاركة في رحلة تطبيعية مرفوضة نشرت تفاصيلها في عدد أمس من يومية "التجديد". تتعدد دروس الخبرين، وكلها تصب في تأكيد الاستهداف التطبيعي للمغرب ومحاولة النظر إليه كبوابة لاختراق العالم العربي، واستغلال كافة التناقضات التي قد تبرز لمصلحة هذا المسار، وهو استهداف تسارع في السنوات الأخيرة، لترتفع معه المبادلات التجارية، كما ارتفعت وبشكل لافت الزيارات السياحية، بحيث بلغ عدد المغاربة ممن زاروا إسرائيل في السنة الماضية أزيد من 28 ألف شخص رغم أن عدد اليهود المغاربة بالمغرب لا يتجاوز 3000 شخص. الدرس الثاني، وهو أن هناك مشروعا متعدد الأبعاد العلمية والفنية والسياحية والاقتصادية يركز على استهداف النخبة المغربية لمصلحة برامج التطبيع، وهو استهداف ارتكز على الترويج الكاذب بأن المجموعات الموسيقية الشبابية هي في خط المواجهة للحركة الإسلامية وما يستتبعه من وجود استعداد عندها للانخراط في السياسات المناهضة لها من جهة، وكذا وجود أرضية لجرها لمشاريع التطبيع والإلحاق الخارجي من جهة أخرى، لاسيما عندما نعلم أن هذه المجموعة الموسيقية معروفة بأعمالها الفنية الرافضة للعدوان الصهيوني، إلا أن ذلك لم يمنع من استدعائها واستهدافها، ولهذا لا يمكن لنا إلا أن نوجه التحية لهذه المجموعة على موقفها المجسد لموقف الشعب المغربي الرافض للتطبيع والمنسجم مع الموقف الرسمي الذي قام بإغلاق مكتب الاتصال الصهويني في أكتوبر 2000 وذلك في أوج انتفاضة الأقصى. أما الدرس الثالث، فهو أن القول بوجود قابلية عند الشباب أكثر من غيرهم للتطبيع وهم كبير، وتمثل ذلك في موقف المجموعة الموسيقية التي قدمت بدورها درسا لهؤلاء الأطباء ممن استغلت ورقة رغبتهم في الصلاة في المسجد الأقصى لجرهم إلى التطبييع في ظرفية تشهد عدوانا صهيونيا مستمرا، سواء عبر تسريع برامج تهويد القدس أو بناء المستوطنات أو تشديد الحصار على غزة أو مواصلة العمليات العسكرية العدوانية.