أجلت استئنافية سلا النظر في قضية المعتقلين على خلفية ما يسمى ملف بلعيرج إلى الإثنين المقبل وذلك بطلب من دفاع بعض المعتقلين لاستدعاء الترجمان. وتحولت جلسة محاكمة المعتقلين السياسيين في ملفبلعيرج إلى بيت للعزاء، وشهدت قاعة المحكمة لحظات قوية هزت الحاضرين وأدمعت عيونهم كما بدا التأثر واضحا على ملامح قيادات العدالة والتنمية الذين حضروا جلسة الأربعاء، 6 أبريل 2010 حيث ألقى العبادلة ماء العينين كلمة أمام هيئة المحكمة. ودخل محمد المرواني الأمين العام ل حزب الأمة إلى قاعة المحكمة وهو يحمل للمرة الثالثة كفنه على كتفيه ملوحا للحضور، فيما ردد العبادلة ماء العينين عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية الشهادتين مستهلا كلمته قائلا إنها قد تكون خطبة وداع في معركة الكرامة والشرف. وبدا العياء واضحا على العبادلة حيث كانت قدماه بالكاد تقويان على حمله فيما باءت محاولاته المتكررة لحبس دموعه خلال إلقاء كلمته بالفشل، وقد انتقلت هذه الدموع إلى عائلات المعتقلين الذين توافدوا على جلسة المحاكمة، وتردد صداها داخل القاعة في الوقت الذي اجتهد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران ونائبه عبد الله بها في حبس دموعهما ، فيما لم يتمالك رضا بنخلدون نفسه وأجهش بالبكاء وسط القاعة التي عرفت حضورا مكثفا لممثلي عدد من الجمعيات الحقوقية وكذا لأفراد عائلة ماء العينين الذين جاؤون من الأقاليم الجنوبية وكان بعضهم يقاطع الجلسة بجمل يقولون فيها نحن معك نحن معك أيها الوحدوي الذي يدافع عن الوحدة والكرامة من طنجة الى الكويرة. واستعرض العبادلة ماء العينين في كلمته أمام هيئة الاستئناف بسلا أسباب استئنافه ثم دواعي انسحابه لاحقا. ومباشرة بعدما أنهى كلمته، عانقه ابنه الصغير واتجه نحوه عدد من أفراد عائلته للسلام عليه وتقديم الدعم له وحثه على الصمود. هذا وشدد محمد كروط دفاع بعض المعتقلين على خلفية نفس الملف في مرافعته، على ضرورة معاينة المحجوزات وهي عبارة عن كتب دينية وحواسيب ووثائق شخصية لمجموعة من المتهمين، حيث فوجيء الدفاع والحضور بوجودها في قاعة الجلسة، على اعتبار أن محجوزين يحملان اسم عبد الغني بختي و جمال الدين بنعبد الله معتبرا أنهما معتقلين وهميين لأن اسماء المعتقلين هما عبد اللطيف بختي وجمال الدين عبد الصمد، مشيرا في مرافعته إلى أن الشرطة القضائية لم تضبط حتى الاسماء فما بالكم بالباقي، معتبرا أن هذه صورة من صور العبث. إلى ذلك لم تخف عدد من عائلات المعتقلين على خلفية نفس الملف خوفها من تدهور الوضع الصحي لأبنائها الذين دخلوا الأسبوع الثالث في إضرابهم المفتوح عن الطعام، وخاصة عبد الصمد بنوح الذي لم يستطع الكلام بسبب سوء وضعه الصحي حيث دخل المحكمة على كرسي متحرك.