سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصطفى ضعوف، المنسق الإعلامي لجمعية الكفاح لمحاربة القرقوبي ودعم ضحايا المخدرات: من الغريب أن تدعم بعض الشركات المهرجانات الفنية ولا تدعم جمعية محاربة القرقوبي
لماذا الاهتمام بالشباب المدمن على القرقوبي؟ أولا من منطلق أنني شخصيا أعيش في كريان سنترال بالبيضاء، والذي لا يتوفر على أي من المرافق الاجتماعية وأماكن الترفيه، وهو بذلك صار تربة خصبة لجميع أنواع الانحراف التي طالت أفرادا كثر من أبناء الحي. ثانيا، لأن هذه الظاهر أصبحت خطيرة على المجتمع وعلى شبابنا، فمجمل الجرائم التي تقع اليوم يكون المتسبب فيها هو المسكرات والمخدرات وخصوصا القرقوبي، حيث أن آخر زيارة قمنا بها للمركب السجني عكاشة اكتشفنا معها أن أكثر من 57 % من الجرائم المرتكبة هي بسبب هذه المادة، التي تدفع مستهلكها إلى السرقة والاعتداء والقتل حتى في حق الأصول. ما هي طرق اشتغالكم في صفوف الشباب؟ من منطلق كوننا جمعية مدنية، ولسنا سلطة تشريعية أو تنفيذية أو قضائية، نقوم بتنظيم حملات تحسيسية وتوعوية لفائدة التلاميذ بالمؤسسات التعليمية التي وصلها هذا السم القاتل، ذلك أننا أصبحنا نرى بعض الثانويات محاطة بعدد من المقاهي التي يوجد بها الشيشة والمعجون والخمور والمخدرات وحتى الدعارة، فنعرف التلاميذ بأنواع المخدرات على العموم والقرقوبي على الخصوص، ونبين لهم أضراره وخطورته على الفرد والمجتمع. كما ننظم أنشطة موازية في الشوارع والأزقة حيث نوزع مطويات تتضمن معلومات تحذر من تناول هذه المادة القاتلة، وننظم قوافل تجوب بعض المدن للتعريف بخطورة القرقوبي. ما هو النداء الذي توجهونه كجمعية تكافح القرقوبي؟ أتوجه بندائي إلى كافة الآباء وأولياء الأمور من منطلق شعار متغمضوش عويناتكم، لكي يراقبوا أبنائهم ويتابعوا خطواتهم خصوصا في المراحل الأساسية من العمر ما بين 41 و12 سنة، والتي يحتاج فيها الأبناء للتوجيه والنصح. وأنا أتأسف بالمقابل حين أرى بعض الآباء لا يأتون إلى بيوتهم إلى في منتصف الليل ويغادرونه في الصباح المبكر، حيث لا يقومون بمتابعة المستوى الدراسي لأبنائهم ولا يعرفون ماهية حاجياتهم ومتطلباتهم المعنوية ومشاكلهم الشخصية. كما نتوجه كذلك إلى إدارة الجمارك، التي يوجد ضمن قانونها الداخلي بند يطالبها بدعم الجمعيات التي تكافح المخدرات ماديا ولوجيستيكيا، لأننا لا نتوصل بأي درهم من أحد، وكل الأنشطة التي ننظمها هي بدعم من جيوبنا الخاصة. أليس من الغريب أن تدعم العديد من الشركات والمؤسسات، المهرجانات الفنية والموسيقية بالملايير، بينما لا يتم دعم جمعيات تساهم في بناء المجتمع، فمثلا بدلا من أن تلجأ بعض شركات الاتصال إلى تنظيم مهرجانات شاطئية للغناء والترفيه، لماذا لا تدعمنا وتنظم بدل ذلك مهرجانات شاطئية ضد المخدرات تجمع بين الترفيه والتربية. وختاما أوجه ندائي لتجار المخدرات ومروجي السموم في صفوف الشباب، وأقول لهم لا تفكروا فقط في بناء القصور وشراء السيارات وتجهيز العقارات فقط، بل يجب أن تتذكروا إنكم بنيتم ذلك على حساب هذا الجيل الذي أنتم مسؤولون عن مآسيه، وتذكروا أيضا أن هذه السموم كما طالت أبناء الناس، فسوف تطال أبنائكم والوقائع أتبث ذلك.