يجتمع بعض الناس في مجالس ويتداولون أطراف الحديث، قد يدلوا البعض للآخر ببعض الأسرار فهل إشاعة هذه الأسرار خارج هذا المجلس تعتبر من خيانة الأمانة؟ المجالس أمانات... فإذا كان الحديث عبارة عن حديث بين صديقين يفضي أحدهما للآخر بأسرار خاصة به، فإن الواجب يحتم على الذي استمع أن يكتم ما سمعه، فإن تكلم بذلك فقد خان الأمانة بفضحه لأسرار صديقه، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: من ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة وإن كان هذا متعلقا بستر المعاصي، فالأولى أن تستر ما استأمنك عليه من أمور خاصة به، وقد يتحول الأمر إلى غيبة، وهي أمر خطير محرم شرعا لأنه أكل للحم أخيك حيا. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الحديث في المجالس يجب أن ينضبط بضابط الشرع والمتمثل فيما يلي: - الابتعاد عن الغيبة فلا تتحول مجالسنا إلى مجالس للحديث في أعراض الناس ونهش لحومهم. - الابتعاد عن النميمة لأنها تؤدي إلى إشعال الفتنة بين الناس (كأن تقول للآخر قال فيك فلان تؤلبه عليه). - الابتعاد عن ترويج الشائعات امتثالا لقول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين. عدم الحديث - الابتعاد عن فضح أسرار الناس، وجعل المجالس أماكن للتنذر بهذه الأسرار. فإذا أسر أحد الجالسين بأسرار تتعلق به، فالواجب على من حضر أن يكتم هذه الأسرار رعاية لحق أخيهم وسدا لباب الشائعات التي تدمر العلاقات الاجتماعية وتنشر العداوة والبغضاء بين أفراد المجتمع. والله أعلى وأعلم