يثير المؤتمر الفرنكفوني الخامس لمكافحة الإيدز (السيدا)، الذي ينظم بمدينة الدارالبيضاء ابتداء من يوم الأحد 28 مارس إلى غاية 31 مارس 2010 ، علاقة داء فقدان المناعة المكتسبة بالشذوذ الجنسي، وتقدم خلاله بحوث علمية حول الإصابة بالسيدا وسط الشواذ، ينتظر بحسب مشاركين في المؤتمر أن تكشف عن أرقام صادمة. وتقدم في المؤتمر ما يناهز 1800 دراسة من أزيد من أربعين بلدا، تكشف عن معطيات وتجارب بشأن محاربة السيدا في شتى البلدان، من ضمنها دراسات حول ارتباط اتساع السيدا بظاهرة الشذوذ الجنسي، والتي قدمت فيها دراسة أمس الإثنين، ارتباطا بالتجربة الفرنسية، في دراسة بعنوان تقدير الانتشار المصلي للعدوى بفيروس نقص المناعة البشرية في صفوف الشذوذ من الرجال الذين يحضرون أماكن الشواذ في باريس، يقدمها باحثون من النقابة الوطنية الفرنسية للمقاولات، والمركز الفرنسي لرصد السيدا، والاختلاف الجيني عند المصابين في السيدا بين الشواذ الرجال، يقدمها باحثون من السنغال، ودراسة حول منع مواقع التعارف على شبكة الإنترنت: وسيلة لتنويع منع المحلية بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال يقدمها باحثون من المغرب، وتنوع الشذوذ الجنسي في السنغال وأثره على السيدا، يقدمها باحثون من السنغال، كما ينتظر أن تقدم العديد من الدراسات الميدانية والتجارب التي قادها باحثون في العديد من الدول المشاركة، والبالغ عددها أربعين دولة من القارات الخمس، للوقوف على مختلف الأسباب وراء تزايد انتشار السيدا في العالم، وتقدم القارة الإفريقية في الدراسات التي تم إجراؤها باعتبار أنها تحتضن الكم الأكبر من الإصابات بالسيدا. وفي موضوع ذي صلة، كشف تقرير المجلس الأعلى للحسابات بفرنسا حول السياسة الفرنسية لوقاية من داء السيدا لسنة 2010 أن نسبة الإصابة بداء السيدا في فرنسا لا تزال تتركز في ثلاث فئات أساسية ( الشواذ الجنسيين الذكور، المهاجرين، المتعاطين للمخدرات). وأشار التقرير إلى ارتفاع نسبة الإصابة بداء السيدا في بعض المدن معللا ذلك بأسباب ترتبط بوجود مجموعة مهمة من المهاجرين الأفارقة والشواذ الجنسيين، وبحسب التقرير، فإن هاتين المجموعتين تمثلان هما فقط حوالي 70 في المائة من مجموع الإصابات المكتشفة في سنة 2008 (المهاجرين 35 في المائة، والشواذ 37 في المائة)، وأكد التقرير أن نسب الإصابة بالسيدا لا تزال تعرف ارتفاعا في صفوف الشواذ الجنسيين معتبرا هذه الأرقام تعكس فشلا لسياسة الوقاية من السيدا في صفوف هذه الفئة وتؤكد عدم فاعلية وتأثير حملات التوعية والتحسيس في صفوف هذه الفئة. ويقدم المؤتمر الأول من نوعه في إفريقيا دراسات حول تجارب أخرى لها ارتباط بالأقطار التي تعرف انتشارا واسعا للسيدا، خصوصا في إفريقيا التي تحتضن فيها دول جنوب الصحراء 22مليونا و400 ألف شخص إيجابي المصل أو مصابين بالإيدز، أي ثلثي مجمل المصابين في العالم (33 مليونا و400 ألف شخص) حسب تقديرات نشرتها سنة 2008 منظمة الأممالمتحدة حول الإيدز في تشرين الثاني/نوفمبر .2009 يشار إلى أن المؤتمرات الفرنكوفونية السابقة لمكافحة الإيدز كانت قد انعقدت في مونتريال (2001) وليون (فرنسا 2003) وبروكسل (2005) وباريس (2007). وكانت مجموعة من الدراسات قد أكدت في وقت سابق أن نسبا كبيرة من المصابين بالسيدا يوجدون بين الشواذ جنسيا، وتؤكد الإحصائيات أن الشذوذ الجنسي يعد من الأسباب الرئيسية في الإصابة بفيروس داء فقدان المناعة المكتسبة السيدا.