كشفت مصادر مطلعة في المؤتمر الفرنكفوني الخامس لمحاربة السيدا الذي انعقد بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء ما بين 28 31 مارس، أن الجلسة الجامعة التي سبقت الحفل الختامي، لاسيما أثناء جلسة مناقشة الشذوذ الجنسي وفيروس السيدا بإفريقيا وجلسة مناقشة ''الاستهداف والتهميش والإقصاء''، تحولت إلى مرافعة للدفاع عن حقوق الشواذ من قبل بعض المتدخلين، حيث حاول بعضهم تبرير ارتفاع نسب الإصابة بداء بفيروس السيدا في وسط الشواذ (38 في المائة من المصابين بداء السيدا في السينغال شواذ) بما أسماه الإقصاء والتهميش وتأخر التكفل الطبي بهذه الفئة وليس بممارسة الشذوذ الجنسي، واعتبر ابراهيم بنيونغ من السينغال في مداخلة طويلة أن ارتفاع الإصابة في السيدا في صفوف الشواذ يعود إلى التجريم القانوني وموقف الثقافة الدينية منه، وطالب في كلمته بالتطبيع الكامل مع الشواذ وقال:''لا يعقل أن تبقى بلداننا تطبق قوانين ''فيشي'' الجنائية في الوقت الذي قامت فرنسا بمراجعتها عبر سن قوانين أخرى متسامحة مع الشواذ''. ومن جهته، زعم عثمان ملوك رئيس فرع الجميعة المغربية لمحاربة السيدا في مداخلته أن المغرب إن كان يعرف تحدي وباء السيدا، فإن الوباء الأكثر خطورة هو الاستهداف والتهميش والإقصاء الذي يتعرض له الشواذ، وأتهم المتدخل السلطات المغربية بأنها ليست ضد الشذوذ الجنسي كما هو الحال في دول أخرى مثل مصر التي توجد بها قوانين صارمة'' مضيفا أنها متسامحة مع الشواذ، وأن المضايقات التي تقوم بها في بعض الأحيان ضد الشواذ هي مجرد إجراءات موسمية بهدف سحب الورقة من يد الإسلاميين على حد تعبيره موضحا في السياق ذاته أن الذي يحكم موقف السلطات المغربية من الشذوذ الجنسي هو اعتبارات الموقف السياسي ومنع ما أسماه استغلال الإسلاميين لهذه الورقة، وطالب ملوك بالدفاع عن حقوق الشواذ باعتبار ذلك مدخلا أساسيا لمحاربة السيدا خاصة في صفوف هذه الفئة، وتوجه إلى عميد الكلية الذي كان حاضرا بالقول:''على الأساتذة الذين يدرسون الطب أن يأخذوا هذه الأمور بعين الاعتبار''. وكان ميشيل سيبيدي المدير التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة المشترك حول داء نقص المناعة المكتسبة ''سيدا'' قد ذكر خلال المؤتمر أنه يتم كل يوم تسجيل 7400 إصابة جديدة في العالم ووفاة 5600 مريض بداء السيدا يوميا، وأعرب ميشيل عن أسفه لولادة 40 ألف طفل بإفريقيا وهم مصابون بالسيدا كل سنة مشيرا إلى أن هذه الأرقام تدل على ''أننا لا زلنا بعيدين عن نهاية هذا الوباء''. وبحسب أحدث الإحصاءات فإن بالمغرب ما بين23 ألف- 25 ألف حامل للفيروس ضمنهم أزيد من 3300 مصاب بالسيدا، وذلك من مجموع 600 ألف حالة للأمراض المنقولة الجنسية بالمغرب. وكان مثيرا غياب الحديث عن المقاربة الوقائية في المؤتمر في مواجهة خطر السيدا. وفي سياق متصل كشف تقرير المجلس الأعلى للحسابات بفرنسا حول السياسة الفرنسية لوقاية من داء السيدا لسنة 2010 أن نسبة الإصابة بداء السيدا في فرنسا لا تزال تتركز في ثلاث فئات أساسية ( الشواذ الجنسيين الذكور، المهاجرين، المتعاطين للمخدرات)، وأشار التقرير إلى ارتفاع نسبة الإصابة بداء السيدا في بعض المدن معللا ذلك بأسباب ترتبط بوجود مجموعة مهمة من المهاجرين الأفارقة والشواذ الجنسيين، وبحسب التقرير، فإن هاتين المجموعتين تمثلان هما فقط حوالي 70 في المائة من مجموع الإصابات المكتشفة في سنة 2008 (المهاجرين 35 في المائة، والشواذ 37 في المائة)، وأكد التقرير أن نسب الإصابة بالسيدا لا تزال تعرف ارتفاعا في صفوف الشواذ الجنسيين معتبرا هذه الأرقام تعكس فشلا لسياسة الوقاية من السيدا في صفوف هذه الفئة وتؤكد عدم فاعلية وتأثير حملات التوعية والتحسيس في صفوف هذه الفئة.