دعا الدكتور عبد المجيد الصغير، المرصد الوطني لحقوق الطفل إلى تحمل مسؤوليته، ومقاضاة المنصرين الذين انتهكوا براءة أطفال عين اللوح، كما طالب الصغير، خلال محاضرة، نظمتها حركة التوحيد والإصلاح يوم الثلاثاء 23 مارس 2010 بالرباط، تحت عنوان: الحركات التنصيرية وأسطورة نهاية التاريخ، -طالب- وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وعلماء المغرب، بإعادة النظر في تدبير الكفالة، التي يستغلها المنصرون، في تنصير أبناء هذا الوطن، ودعا المتحدث إلى التسلح بعلم عقلي منطقي لمحاولة التعرف الموضوعي، على من يتحكم في كل الحركات التنصيرية، التي تعمل بنفس الاستراتيجية عبر مختلف أنحاء العالم، وتسعى إلى تنصير العالم الإسلامي خصوصا. واعتبر الصغير أن الحركات التنصيرية حركات هجومية وليست دعوية، وأكد على أنها غير مؤهلة للدفاع عن عقائدها، إلا بالهجوم، فهي لا تستطيع أن تعرض أصولها مباشرة، لإدراك أنها قائمة على اللامنطق واللامعقول، وتستغل حالة الضعف والكوارث والفقر، في ظل وجود نسب مرتفعة من الأمية وأكد المتحدث على أن من أهم ما خلص إليه مؤتمر كولورادو سنة ,1978 الذي ضم جل كنائس العالم، هو تنصير العالم الإسلامي بأكمله مع مطلع القرن الواحد والعشرين، وفق التقارير التي صدرت عن المؤتمر، وهو ما عمل المنصرون على تحقيقه، منذ تلك السنة إلى يومنا هذا، واعتبر المتحدث أن المسلمين فرطوا في علم مقارنة الأديان، ووجه لومه للنظام التعليمي في العالم الإسلامي، والمغرب خصوصا، بسبب التفريط في هذا العلم، الذي يعد حصنا يستطيع المسلمون من خلاله محاصرة المنصرين، حسب المتحدث، على اعتبار أن المنصرين عموما يتهربون من مناقشة عقائدهم، لإيمانهم بأنها تفتقد إلى الأسس العلمية والعقلانية. وفي معرض حديثه عن الحركات التنصيرية عبر التاريخ، أشار المحاضر إلى أن بيان المجمع الفاتكاني الذي صدر بين سنة 1962 و,1966 يعتبره البعض نقطة تحول جذرية، بعد الإعلان عن انطلاق الحوار مع الأديان، وخروج الفاتكان من تقوقعه، بينما اعتبره المتحدث، أول مجمع هجومي اتخذ قرارات مهمة، أهمها الدعوة إلى توحيد كنائس العالم من أجل تنصير الكرة الأرضية، والاستعانة بالمدنيين، بعدما كان الأمر يقتصر على الرهبان، وكذا تجنيد الكنائس المحلية في البلاد العربية، وهو المجمع الذي حدد، حسب المتحدث، الثمانينات كأجل للإطاحة بالمعسكر الشرقي، والتسعينات من أجل خلخلة عقيدة المسلمين. ومن جهته اعتبر مولاي عمر بنحماد، نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح، أن المحاضرة إسهام من الحركة في الكشف عن الاستهداف الذي يشهده المغرب، من قبل المنصرين، ويرى المتحدث أن المحاضرة بعمقها المعرفي، أخرجتنا من الجزء إلى الكل، ومن حالة الفردية المعزولة، إلى الاستهداف الشامل للأمة، بشكل سياسي أو عسكري أو اجتماعي أحيانا، يضيف المتحدث، أن الاستهداف واحد والتجليات متعددة.