تعددت حملات السلطات المغربية خلال الآونة الأخيرة ضد التنصير، وتطورت الأمور إلى درجة استدعاء الخارجية الهولندية للسفير المغربي في هولندا من أجل الاستفسار عن أسباب طرد سبعة منصرّين هولنديين، مباشرة بعد وصولهم إلى الديار الهولندية، حيث .وصف ماكسيم فرهاخن، وزير الخارجية الهولندي، قرار طرد المنصرّين الهولنديين، بأنه "قرار مرفوض" من بلده، حسب ما جاء في تصريحات صحفية له. وجاءت آخر التطورات يوم الثلاثاء الماضي، مع إيقاف عناصر الأمن في مدينة العرائش شخصين بتهمة التنصير، وقد قضى الشخصان، وهما رجل وامرأة يحملان الجنسية المغربية، ليلة الثلاثاء الماضي في ضيافة الشرطة، ومثلا صباح الأربعاء الماضي أمام النيابة العامة، حيث ضبطت الشرطة لدى الموقوفين منشورات وأشرطة وكتبا تنصيرية. وفيما يوحي بأننا إزاء حملة وطنية مدروسة ضد حملات التنصير، وفي ما اعتبر سابقة من نوعها، خصصت النشرات الإخبارية في القناتين العموميتين، الأولى والثانية مساء الأربعاء الماضي (10 مارس الجاري)، فقرات مفصلة للأخبار المخصصة لموضوع إيقاف العناصر المعنية بالملف، كما تم عرض مجموعة من المنشورات والكتب الذي ضبطت في حوزة العناصر الموقوفة، وكان الأمر كذلك مع نشرات الأخبار لمساء الخميس الموالي. والمثير، أن هذه الحملة تأتي ضدا على التصريحات التي أدلى بها منذ أسبوعين فقط، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في برنامج "حوار" عندما أصر على التقزيم من موضوع التشيع والتنصير، وهو التقزيم الذي قوبل بداية بصدور بلاغ رسمي عن وزارة الداخلية بخصوص تفكيك شبكة تنصير، أسبوعا واحدا بعد تصريحات الزير الوصي على الشأن الديني، قبل ظهور التطورات الأخيرة التي تعتبر سابقة مغربية من نوعها، إذا أخذنا بعين الاعتبار عدد الموقوفين والمرحلين وأيضا، طبيعة الأدبيات والمنشورات التي ضبطت في حوزتهم. على صعيد آخر، أيدت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) المغرب في الإجراءات التي اتخذها لحماية الأطفال من حملات التنصير التي تقوم بها إرساليات تتستَّر وراء غطاء الأعمال الإنسانية، مستغلة براءة الأطفال اليتامى وحاجتهم، للتغرير بهم وتلقينهم مبادئ الدين المسيحي، حسب ما جاء في بيان صادر عن المؤسسة، توصلت "مرايا بريس" بنسخة منه. وأضافت المؤسسة في ذات البيان أنه "من حقّ المملكة المغربية السيادي منع مثل هذه الحملات غير الأخلاقية وغير القانونية التي تنتهك سيادة المغرب وقدسية دينه الرسمي وحقوق أطفاله"، مشيدة "بما تتمتع به المملكة المغربية من تسامح، وبما توفره لأتباع الديانات من حرية ممارسة شعائرهم الدينية، وبما تحفظ لهم من كرامة وحقوق". وإجمالا، فإن عدد الذين أبعدوا بالفعل من المنصِّرين من المغرب بلغ حتى الآن 27 شخصا، ضمنهم 16 كانوا يشرفون على ملجأ لليتامى في بلدة (عين اللوح) قرب مدينة إفران، والذين أبعدوا هم منصِّرون من أمريكا وبريطانيا ونيوزلندا وهولندا وجنوب أفريقيا والبرازيل وكوريا الجنوبية ونيجيريا.