جدَّدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عهدها مع الله تعالى أن تظلَّ أمينةً على نهج الشيخ الشهيد أحمد ياسين مؤسس الحركة؛ حتى تحقيق أهدافها، وعلى رأسها تحرير الأرض، وتحرير المقدسات، وعودة اللاجئين، وتقرير المصير. وقالت الحركة -في تصريح صحفي مكتوب، يوم الإثنين (22-3)؛ بمناسبة الذكرى السادسة لاستشهاد الشيخ المجاهد أحمد ياسين-: "لقد رحل الشيخ بجسده ولم يرحل عنا بروحه وابتسامته وثباته ومبادئه، وقدرته على حشد قوى الشعب والأمة في مواجهة الاستعلاء الصهيوني.. رحل في مثل هذا اليوم رافعًا رأسه، تاركًا لمن خلفه تركةً عنوانها العزة والكرامة والصبر، وها هي ثمار غرسه تملأ المكان، ليس في فلسطين فحسب، وإنما في العالم أجمع، وها هو شعاره يتجسَّد على أرض الواقع؛ ما ضاع حق وراءه مطالب، وها هي مقولته الشهيرة تثبت صدقها: الضعيف لن يبقى ضعيفًا، والقوي لا يبقى قويًّا، فالأيام دول.. والحرب سجال". وشدَّدت "حماس" على رفضها المساومات العبثية التي تسمَّى "المفاوضات"، وكلَّ ما ترتب عنها في الماضي وما سيترتب عنها في المستقبل. وأكدت أنها لن ترضى بالعبثية ولا بالاحتواء ولا بالإخضاع، "وبناءً عليه فإننا لن نقبل إلا بمصالحة قائمة على تلك الأسس، ولن نوقع على أية أوراق إلا إذا تضمنت هذه الأسس". من ناحية أخرى اعتبرت "حماس" أن ما يحدث في الأقصى والقدس والخليل وبيت لحم وغيرها من تدنيس للمقدسات وتهويد للمساجد؛ هو بداية لزوال هذا الكيان؛ "لأنه يُشعل الشرارة الحقيقية للصراع، فقد أراد عدوُّنا أن يجعل الصراع عقائديًّا ودينيًّا من خلال مساسه بالمقدسات، وهذا هو مفتاحُ زواله؛ لأن الأمة الإسلامية كلها ستنتفض من جديد لتحرير مقدساتها وتطهير أرض العروبة والإسلام". وأشارت إلى أن الأسرى هم على رأس أولوياتها، وأنهم سيظلون العنوان على رأس كل قضية، مضيفةً أنه "لن ينعم عدوُّنا برؤية أسيره إلا بعد أن نرى أسرانا بيننا أبطالاً مكرَّمين، يواصلون دربهم نحو الحرية والكرامة". وتوجَّهت "حماس" إلى أبناء الشعب الفلسطيني في الشتات برسالة؛ مفادُها أن "شيخكم استُشهد وهو يوصي بكم، ونحن على دربه، ولن نقبل بأقل من عودتكم إلى بيوتكم ودياركم التي هجِّرتم منها، وتعويضكم عن لحظات العذاب التي عشتموها في المنافي والشتات". وفي السياق ذاته تقدَّمت بالتحية إلى الصابرين في الضفة الغربية على ظلم الاحتلال وأعوان الاحتلال، "ونبشرهم بأن ليل الظلم زائلٌ عما قريب، ولن يفلح السماسرة في كبت مشاعركم؛ فأنتم الأبطال الذين دوَّختم الاحتلال وستظلون كذلك إلى نهاية هذا الاحتلال وذيوله". وخاطبت الحركة أهل غزة بالقول: "يا أبطال غزة، يا أهل الكرامة والعزة، يا من ضربتم المثل الأعلى في الصبر والصمود والرجولة والفداء، فلكم كل التحية؛ لأنكم غدوتم مدرسةً يتعلم منها كلُّ شرفاء العالم، كيف يكون الفداء وكيف تكون الإرادة الأقوى من كل قوى الطغيان". واختتمت تصريحها بتوجيه تحيةٍ خاصةٍ إلى أبطال القدس، الذين استطاعوا -في زمن الصمت العربي والإرهاب الصهيوني- أن يشعلوا شرارة الثورة من أجل استرداد الكرامة والمقدسات.