أثارت اللجنة الدولية لاحترام وتطبيق الميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب، أول أمس الإثنين بجنيف، انتباه مجموعة العمل الأممية حول الاختفاءات القسرية وغير الإرادية، للاهتمام بحالات المفقودين في مخيمات البوليساريو بتندوف وفي موريتانيا، في وقت حذر فيه خبراء أمريكيون من انتشار أنشطة القاعدة باستفادتها من الوضع القائم في الصحراء. وعبر مارتان مالوزا، رئيس اللجنة الدولية لاحترام وتطبيق الميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب، في مداخلته أمام الدورة ال 13 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، (عبر) عن أسفه لكون هذه الظاهرة مازالت تخلف ضحايا عبر العالم وبصفة خاصة في ظل تنامي الحركات الانفصالية التي تهدد الوحدة الترابية للدول وتعرض السلم والسلام ببعض المناطق من العالم للخطر، وتمس أيضا بالسلامة البدنية للأشخاص، والتي يجب أن تكون مقدسة ومحمية من قبل هيآت مجلس حقوق الإنسان. ودعا مالوزا مجموعة العمل الأممية حول الاختفات القسرية وغير الإرادية إلى تعميم التجربة الرائدة التي قام بها المغرب بتعاون مع السلطات المحلية، على دول أخرى، معتبرا أن الوقت قد حان لوضع حد لمعاناة المفقودين وعائلاتهم عبر العالم وضمان تعويض عادل للضحايا. من جهة أخرى، دعا خبراء ورجال قانون أمريكيين، اجتمعوا الأسبوع الماضي في واشنطن بمبادرة من معهد الشرق الأوسط، إلى إيجاد حل واقعي ودائم لقضية الصحراء يكون مجردا من أي بعد إيديولوجي، وذلك قصد الحيلولة دون انتشار أنشطة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وأكد بيتر بام، العضو البارز في اللجنة الوطنية للسياسة الأمريكية، أن الاستقلال كخيار لتسوية قضية الصحراء، يشكل طرحا يناقض بشكل موضوعي المنطق التاريخي والجيوسياسي. واعتبر هذا الخبير المتخصص في القضايا الإفريقية أن آخر شيء يمكن أن تحتاجه إفريقيا هو دولة أخرى لا تتوفر على مقومات الحياة، بل أكثر من ذلك أن تقوم في منطقة جيوسياسية حساسة، وفي فضاء جغرافي محاد لمنطقة الساحل، معتبرا أن إحداث كيان جديد من شأنه زعزعة الاستقرار بمجموع المنطقة، كما أدان في هذا الإطار الطابع الشمولي للإيديولوجية والنظام المفروض من قبل قادة الانفصاليين بمخيمات تيندوف، حيث يسود الفكر الوحيد وإنكار حرية التعبير كنظام للحكامة. ونددت رئيسة معهد الشرق الأوسط، ويندي شامبرلين، التي كانت قد أدارت هذه المائدة المستديرة، بالتكلفة الإنسانية الباهضة التي يدفعها السكان المحتجزون في مخيمات تيندوف، والذين تستدعي وضعيتهم المأساوية تسوية سريعة للنزاع. وأكد بيتر بام، مساندا بذلك الطرح الذي عبر عنه المسؤولون الأمريكيون مرات عديدة، أن تحركات مسلحي تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) تبقى مصدر قلق كبير، مبرزا أن هذا التنظيم الإرهابي نفذ خلال السنوات الأخيرة أعمالا إجرامية بهدف تمويل عملياته. وكان خبراء أمريكيون قد أثاروا الانتباه في الآونة الأخيرة إلى أن حالة الإحباط التي يعيشها الشباب في مخيمات تندوف، بسب انسداد الآفاق، تجعلهم عرضة للتأثر بالإيديولوجيا المتطرفة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وأكدوا، في هذا الإطار، ضرورة تسوية قضية الصحراء بغية التصدي للتهديد الإرهابي بشمال إفريقيا وبمنطقة الساحل، من أجل الحيلولة دون انتشار أنشطة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. ومن جهته أكد سام سبيكتور من (ميدل إيست كوارتيرلي)، المنبر الإعلامي المتخصص في قضايا الشرق الأوسط، في معرض تدخله خلال هذا اللقاء حول قضية الصحراء، أن المقترح المغربي للحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية للمملكة، يمثل إطارا قانونيا كفيلا بضمان مبدأ تقرير المصير، كما يستجيب لدعوة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من أجل حل سياسي عادل. هذا وأثارت منظمة العمل الدولي من أجل السلام والتنمية في منطقة البحيرات الكبرى، أول أمس الإثنين بجنيف، الانتباه إلى استغلال الحق في تقرير المصير من قبل بعض الأطراف من منطلقات إيديولوجية وجيوسياسية معلنة، بهدف المس بالوحدة الترابية للمغرب.