استمعت مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة رسميا، وفي أول سابقة من نوعها في تاريخ المنظمة، لعرض حول الاختفاءات القسرية أو اللاإرادية في مخيمات تندوف بالجزائر، و لشهادات وتوضيحات جمعيتين تنشطان في مجال حقوق الإنسان بالصحراء. وذلك خلال جلسة عمل بعد زوال يوم الإثنين الماضي بقصرالأمم بجنيف، إذ استمع خبراء مجموعة العمل التابعة للجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، التي تعقد حاليا دورتها الثالثة والسبعين برئاسة الخبير الكندي ستيفان جي توب حول الاختفاءات القسرية أو غير الإرادية إلى كل من الحسين بيضا رئيس جمعية آباء الصحراويين ضحايا قمع البوليساريو بتندوف، التي يوجد مقرها بالعيون، ورمضان مسعود العربي، رئيس الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان، التي يوجد مقرها ببرشلونة في إسبانيا، حيث قدما تفاصيل دقيقة حول الانتهاكات والخروقات التي يقترفها جلادو الانفصاليين ضد معتقلي هذه السجون وحول الأشخاص المعتبرين في عداد المفقودين في هذه المخيمات، وكذا على حالات الاختفاء المتواصلة إلى حد الآن، نظرا لمعرفتهما الجيدة ومعاناتهما سابقا من مآسي سجون البوليساريو بمخيمات تندوف بسبب اعتقالهما فيها، كما قدما عددا من الوثائق والملفات حول تلك الاختفاءات والانتهاكات الفظيعة. وحسب وكالة المغرب العربي للأنباء، فقد شدد ممثلا المنظمتين غير الحكوميتين أمام خبراء المجموعة الأممية على مسؤولية الجزائر، التي اقترفت فوق أراضيها تلك الخروقات الفظيعة لحقوق الإنسان، وذكرا أنه مكتوب في ملفات الأشخاص المختفين (التي عرضت على مجموعات العمل) في الركن المخصص للكيان أو المنظمة المسؤولة عن هذا الاختفاء ما يلي: الأمن العسكري للبوليساريو تحت مراقبة الجزائر. وقد عبر كل من بيضا ومسعود العربي، في حديث لمكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بجنيف، عن ارتياحهما عقب انتهاء الاجتماع مع مجموعة العمل، نظرا لما أبداه الخبراء الأمميون من اهتمام كبير لشهاداتهم وتوضيحاتهم وللوثائق التي عرضوها وتأثرهم بها. وفي السياق نفسه أوضح الخبراء الأمميون لمسؤولي المنظمتين أن مجموعة العمل اطلعت رسميا على ملف هؤلاء المختفين بمخيمات تندوف، مؤكدين أن هذه القضية وجميع العناصر المتعلقة بها توجد ضمن الملف المقبل الذي ستنشره مجموعة العمل قبل نهاية السنة الجارية، والذي سيعرض على أشغال الدورة المقبلة للجنة حقوق الإنسان بجنيف. يذكر أن مجموعة العمل الأممية حول الاختفاءات تجتمع ثلاث مرات في السنة، مرة بنيويورك ومرتين بجنيف، وتبلغ كتابة عقب كل دورة الحكومات بالقرارات المتخذة بشأن حالات الاختفاء التي وقعت ببلدانها، كما تذكرها مرتين في السنة بحالات التدخل الفوري خلال الستة أشهر السابقة والتي لم تتلق بشأنها أي توضيح. كما تقدم المجموعة تقارير حول كل حالات الاختفاء التي تبلغ إلى علمها خلال السنة المنصرمة والمتعلقة بكل دولة على حدة، وكذا حول القرارات التي اتخذتها في حقها، وتُضمن ذلك وكل أنشطتها في تقرير سنوي تقدمه للجنة حقوق الإنسان المبدئية. من جهتها، دعت الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان المجموعة الدولية إلى الضغط على قيادة البوليساريو من أجل حملها على إعطاء توضيحات حول حالات جميع الصحراويين الذين اختفوا في سجون تندوف بجنوب غرب الجزائر. ووجهت، من خلال ندوة حول ضحايا نزاع الصحراء المنسيين في إطار المهرجان العالمي للشباب ببرشلونة من 8 إلى 14 غشت الجاري، نداء تطلع فيه الرأي العام الدولي، وبصفة خاصة شباب العالم، على الخروقات الخطيرة لحقوق الإنسان التي تنتهك كل يوم في السجون السرية للبوليساريو في تندوف بالجزائر، مدينة في الوقت نفسه مشاركة مسؤولين بالبوليساريو متورطين في خروقات حقوق الإنسان في المهرجان المذكور، وداعية إلى مقاطعتهم وكل من تحوم حولهم شبهات تتعلق بخرق حقوق الإنسان. محمد عيادي