أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى مكتب الأممالمتحدة بجنيف عمر هلال (الصورة)، أمس الخميس بمجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة، أن وضعية حقوق الإنسان في الصحراء المغربية أفضل منها في الجزائر، حيث انتهاكات حقوق الإنسان ما زالت تسجل بشكل يومي. "" وقال هلال مخاطبا الممثل الدائم للجزائر لدى مكتب الأممالمتحدة بجنيف الذي تحدث خلال الدورة 12 لمجلس حقوق الإنسان عن "انتهاكات" حقوق الإنسان في الصحراء المغربية :"وإن لم يرق الأمر للسفير الجزائري فإن وضعية حقوق الإنسان تبقى أفضل ألف مرة منها في الجزائر حيث انتهاكات حقوق الإنسان ما زالت تسجل بشكل يومي". وأضاف أن "تصريح السفير الجزائري يثير في نفسي الأسى كون الجزائر تنشغل أكثر بوضعية حقوق الإنسان في الصحراء المغربية ولا تكترث كليا للوضعية المقلقة لهذه الحقوق في بلدها". واستشهد هلال في هذا الصدد بالشهادات المنتقدة لوضعية حقوق الإنسان في الجزائر الصادرة عن الهيئات الأممية المكلفة بحقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني كاللجنة الأممية لحقوق الإنسان، والبحث الدوري العالمي، ولجنة حقوق الإنسان ومجموعة العمل حول الاختفاءات القسرية أو اللاإرادية. وتابع الدبلوماسي المغربي "ما هو البلد الذي تتعرض فيه منظمة العفو الدولية للمنع منذ 2005؟ إنه الجزائر وليس المغرب حيث تتوفر هذه المنظمة على مكتب. وما هو البلد الذي منعت منظمة هيومن اريتس واتش من زيارته منذ عدة سنوات ? إنه الجزائر وليس المغرب حيث تحظى (المنظمة) بحرية زيارته بشكل دائم". وأضاف "ما هو البلد الذي يرفض استقبال الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان منذ أزيد من عقد، إنه الجزائر وليس المغرب". وتطرق هلال في هذا الصدد إلى التوصية الموجهة الى الجزائر من قبل البحث الدوري العالمي والتي يدعوها فيها إلى وضع حد للتعذيب والمعاملات اللاإنسانية والمهينة. وأكد أن المغرب هو الذي استقبل بشكل طوعي مجموعة العمل حول الاختفاءات القسرية أو اللاإرادية في يوليوز الماضي وليس الجزائر التي ترفض استقبالها منذ عقد من الزمن، مسجلا أن المملكة قبلت بفتح مكتب إقليمي للمفوضية السامية لحقوق الإنسان لشمال إفريقيا، وهو المكتب الذي قبلت بفتحه باقي بلدان شمال إفريقيا، باستثناء الجزائر التي عارضت ذلك. وأضاف هلال أن السفير الجزائري "يمكنه انتقاد وضعية حقوق الانسان في المغرب عندما يصبح سجل بلاده مشرفا في هذا المجال". من جهة أخرى، أكد السفير المغربي أن الجزائر قامت بتكوين وتمويل مجموعات مسلحة لاغتيال واختطاف أبرياء وفرضت على المغرب الدخول في حرب عطلت بناء صرح المغرب العربي منذ أزيد من ثلاثة عقود، مشيرا الى أن الجزائر تحتجز آلاف المغاربة منذ أزيد من 30 سنة. وأوضح أن المحتجزين بمخيمات تندوف هم مواطنون مغاربة، نساء وأطفال وأشخاص في وضعية هشة، تحتجزهم الجزائر ضدا على إرادتهم. وأدان الدبلوماسي المغربي، في هذا الصدد، رفض الجزائر السماح باحصاء سكان المخيمات بتندوف، مذكرا بأن المفوض السامي لشؤون اللاجئين كان قد صرح بالرباط أمام الصحافة الدولية خلال جولته الأخيرة في المنطقة، أن الجزائر تعارض الاحصاء وهو الأمر الذي لايمكن لهذه الاخيرة أن تنكره. واعتبر هلال أن الجزائر ترفض هذا الاحصاء لأنها تخشى حقيقة الأرقام التي ليست هي تلك التي ضخمتها وقدمتها الجزائر خلال سنوات، وهو الأمر الذي- يضيف الدبلوماسي المغربي- "سيحطم أسطورة وجود شعب داخل المخيمات". وفي ما يتعلق ب" مبدإ تقرير المصير" الذي تزعم الجزائر الدفاع عنه، أوضح السفير المغربي أن " أسلوب تقرير المصير الذي تسعى الجزائر إلى فرضه هو الذي سيمكن من جعل الصحراء المغربية الولاية الجزائرية ال49 ". وقال إنها " أسطورة لن تتحقق أبدا".